يبحث الشاعر المغربي عبدالسلام بوحجر عن صوت الشاعر الحر، عن ضمير حي ظلت الكتابة والكلمة الحرة ديدنه في مواجهة الاستبداد والريع والفساد بمختلف أنواعه، قصيدة هي صرخة الشاعر لمواجهة الظلم ولاستعادة معركة الشاعر والمثقف عموما في انتصاره لقضايا الإنسان المعتادة والعادلة.

تُــقْــصَـى

عبد السلام بوحـجـر

-1-

تُقصى

لأنكَ لا تُهيّئُ وصفةً شعريةً تحت الطلبْ... !

 

-2-

تُقصى

كما يُقصى حصان من مدارِ سباقِهِ قَسرًا...

كأنكَ لستَ روحا

لستَ عقلا

لست شخصَا... !

 

-3-

تُقصى

لأنكَ شاعر متوحد بضميره وخيالهِ

وغيابه وحضورهِ

رُوحًا ونصَّا... !

 

-4-

تُقصى

لأنكَ تستجيبُ لرعشةِ الجدلِ المُصَعّـَدِ

من عذابِكَ في خطابِكَ:

هذه رؤيا وذاكَ مَجَازُهَا...

يتصافحانِ ويفرحانٍ

ويذهبانِ إلى مقام العرس رقـْصَا... !

 

-5-

تُقصى

لأنكَ لا تَخونُ أمَانَةَ

أوْ نظرةً تَرَكَتْ بريقَ ندائِها السريِّ فيكَ

فلا تخونُ سوى الخيانةِ نَفْسِها... !

 

-6-

تُقصى

لأنكَ لا تُمَجِّدُ كاتبًا مُتَصَهْيِنًا

أو كافرًا بالله أو لِصَّا... !

 

-7-

وتُقصى

كلما نطقتْ فلسطينُ العظيمةُ

بِالتحدي في خطابِكَ

أو فضحْتَ الساكتين على دم الشهداء في ساحاتها

والنائمين على صراخ المسجد الأقصى ... !

 

-8-

وتُحْصَى

في عداد الخارجين عن الطريق المخزنيِّ

إذا فضحتَ مُحاصريكَ وظالميكَ

وحين تطلبُ حقكَ المسلوبَ جهرًا

أنتَ لا تُحْصَى فَتُقْصَى... !

 

-9-

أهلُ الحسيمةِ حاربوا الأعداءَ في "أنوالَ"

حتى أغرقوهم في هزائمهمْ.

فَطـَـارَ بهمْ شعاعُ المغربِ الأقْصَى

إلى الدنيا

وها تاريخُ أهلكَ في الشمال كما جرى

يُقْصَى

ويُقْصَى من كتاب الدرسِ،

يُقْصَى من أغاني النصرِ

يُقْصَى من عيون السينما... !

 

-10-

تُقْصَى

ولكنْ أنتَ لن تُقْصَى

فقَلْبُكَ مُتْرَعٌ بدمِ الجموِح

ومُقْلتاكَ تُحدقانِ

من الجَمَالِ إلى الجَمَالِ

وجذوةُ الإيمانِ في أعماقِكَ الخضراءِ

لا تُخْصَى... !

فواصلْ حلمَكَ الأقصى إلى الأقصى

بأقصى ما لديكَ من الرهافةِ

أنتَ لم تُولدْ لتمنحَ وقتكَ الغالي

لمنْ هو حاقدٌ

أو حاسدٌ

يزدادُ نقصاً

ثم نقصًا

ثم نقصَا... !

 

وجدة