في لعبة التضاد، يشكل الشاعر التونسي كيانا يسكنه الى حد الامتلاء، هذا الجسد الهلامي وهو يؤجج بحضوره ويبحث عن ملا ذ آمن لحالة هيام لانهائية، هذه الرغبة الشفافة والتي لا تستطيع اللغة توصيفها، في ظل هذه الهشاشة يبحث الشاعر عن ملاذ لحضوره بين ثنايا هذا الفقد واحتياجه الآسر لمن يعطي لوجوده بعضا من معنى.

هشّة كالحب

غـازي لغـماري

 

1

ما الجسد إلا روحًا سابحةً في وهم العشق.

 

2

لا أرى في بيضتي المسلوقة تلك سوى نعامة تركض حول شجرة مطاط في القلب.

 

3

أصل إلى قلبي بعد أن عبرت كونًا من النبضات، فلا ألتقي بالعشق، بل بحُلم ضاحك يغزوه الهواء.

 

4

أنظر بقلبي إلى موتي الفاني فلا أرى سوى أفعى تحتضن العشق وتلجه.

 

5

ليس في العالم خير ولا شر .العالم بحر في السحر يغرق.

 

6

هكذا أود أن أحيا في العشق الذي تكنّه لي، كإصبع شوكولاطة يذوب في ضوء القمر.

 

7

يا قلب صاحب من له عقل ومن به خبل، فأنت، في حبهما، لا ريب محترق.

 

8

كن وحشًا كاسرًا حتى لا تفترسك سمكة سردين حولاء.

 

9

أنا من لم يبع حياته إلى الموت، واشترى بثمنها دراجة بلا مقود وزامورا.

 

10

أمشي ويداي في قدمي، وقلبي يعوي فوق ظهري.

يا حب! هات الكمامة وإلا قتلتك!

 

11

معًا، أو ربّما وحدي أبيعُ الأبديّة إلى المطرقة،

وأشتري بثمنها مسمارًا.

 

12

إني في الهزيمة ألتقي بانتصاريَ المجنون

فاتحًا قلبًا على ربيع الموت.

 

13

وقُبلة بالحب تبعثني

موتًا في فرْج الحياة.

 

14

كل الحقائق الوهمية تعشقني.

أنا الروح المسافرة خارج الروح.

 

15

أضمّك

بكل ما لا أملك من حواس

يا حزنًا ينفجر ضحكًا.

 

16

وترحل بين ظلين

تتبعك النبضات.

 

17

هشّة كالحب

كلماتك المُضاءة بالظلال.

 

18

ممّ الخلاص

وكلّ القيود مشدودة إلى الحبّ.

 

بنزرت – تونس