وسط معمعان هذه الهيولى التي يعيشها الوطن، يستقصي الشاعر العراقي لحظة إنسانية بامتياز، حيث يتحول مصير الإنسان الى سؤال قدري محفوف بقلق الاغتراب، وتظل تربة الوطن شاهدا على ميلاد جديد يحلم بالبديل.

المفرزةُ

عبد الله سرمد الجميل

 

صاحَ الجنديُّ بلكنتِهِ الهجناءْ

من أينَ أتيتَ وأينَ ستمضي ؟

قلْتُ لهُ: هذي أرضي،

أتنقَّلُ فيها أنّى شئْتُ،

وحيثُ وَطِئْتُ فثمَّةَ نبعٌ ينبجسُ،

قالَ: وأينَ هُويَّتُكَ الخضراءْ؟

قلْتُ: هيَ الحدباءْ،

قالَ: هدمْناها فابحثْ عنها بينَ الأشلاءْ ،

موقوفٌ أنتَ وتهمتُكَ تشابهُ أسماءْ ،

لم تهدِموها ولكنْ شُبِّهَتْ لكُمُ /

إنَّ الحجارةَ أحياءٌ لهُنَّ فَمُ

 

شاعر وطبيب من العراق