لا حدود للشاعر حينما يعيد ربط لحظة الوجود بعبثية الحياة نفسها، في ومضة قصيرة، يعيد الشاعر المغربي لحظة الحنين الأمومي ولحظة الولادة، بوجع الغياب والحضور، أن يكون بين ظلال ذكريات وأن يعيش حيوات مؤجلة، أو أن يستعيد، "بتسامح" لحظة الموت الكلي حين لا يصبح للغياب معنى أساسا.

نهر الغفران

عبداللطيف بن مينا

 

كانت أمي تعد فناجين القوة

وتمزح

راهبة تسهر في عينيك للأبد

راهبة تناجي الليل

وتسقي الأزهار

 

بعدها

حل الطوفان

ولم أزل الغريق الوحيد

في خيال أمي

 

لو أمسكت بها

لأدركني الغفران

 

أحد ما ينتحب في الطابق الثالث

من حياتي

(أخمن أنه حسن رياض)

 

الأصدقاء دخنوا كثيرا

مثل جنود عطشى للدماء

ومالوا على النافذة

كقطيع من الفراش

 

ولأن الهدايا تجرحني

ولأني أتوسد وصايا الله

و لأني ضيف ثقيل

منذ غشت 1973

 

تعذبت كثير

كي أتسلق برج الأسد

 

راحت السماء تنزف

طوال ثلاثين خريفا

 

تكدس الموت في قلبي

في الساحات

في فناجين أمي

وفي قلب الراهبة

الساهرة في عيني للأبد

 

لذلك أخفيت قبري

ونجوت..