تراث الشيخ إمام يظل ذاكرة حية تعيش مع الأجيال، تستحضره في كل لحظة لاستنهاض الهمم، هنا تقرير عن فعالية شهدتها تونس، إحياء لذكرى مرور ربع قرن على وفاة منشد الثورة والحرية، ضمن أجواء فنية صدحت بأغانيه من خلال أصوات شباب تونسية، في استحضار لقيم الثورة والحرية والتي لازالت الطريق الى أفق التغيير.

في ذكرى وفاته الـ25 نجم الشيخ إمام يتلألأ في تونس

 

نادي أحباء الشيخ إمام يحيي ذكرى مرور ربع قرن على وفاة ”منشد الثورة والحرية

في أجواء فنية مميزة، صدح العشرات من الشباب التونسيين بأغانٍ للفنان المصري الراحل، الشيخ إمام (2 يوليو 1918/7 يونيو 1995).

الحدث هو حفل نظمه “نادي أحباء الشيخ إمام”، مساء الأربعاء، في فضاء “مسار” الثقافي (مركز غير حكومي) وسط العاصمة تونس، بمناسبة مرور ربع قرن على وفاة الشيخ إمام (كفيف)، المعروف بـ”منشد الثورة والحرية”.

ويجمع “نادي أحباء الشيخ إمام” (إمام محمد عيسى)، وفق القائمين عليه، عشاق الكلمة والتعبير الحر، المؤمنين بقيم الثورة والحرية، ويشرف عليه الفنانان سوسن اللواتي وعمر بن إبراهيم.

وتأسّس هذا النادي عام 2012 وهو مفتوح للجميع، حيث يُسمح لأي شخص بالانضمام إليه من مختلف المشارب الفكرية والسياسية في تونس.

وفي النادي لا يجلس الحاضرون على مقاعد، بل يفترشون أرضية فضاء “مسار” (تأسّس بعد ثورة 2011)، ويوزّع القائمون على الحفل كلمات الأغاني على المشاركين، ليردّدوها مع فناني الفرقة. ومن أغاني الشيخ إمام، التي صدح بها الشباب، في حفل الأربعاء: “شيد قصورك على المزارع”، “يا فلسطينية”، “عدى الهوى”، و“بقرة حاحا” وغيرها.

ورغم مرور ربع قرن على وفاة “الشيخ إمام”، إلاّ أن أغانيه، التي تمرّدت على واقع الاستبداد والدكتاتورية في مصر، وتجاوزت الحدود الجغرافية لربوع العالم العربي، لا تزال تتردّد في تونس، التي شهدت ثورة شعبية أطاحت، في 2011، بنظام زين العابدين بن علي.

فالشيخ إمام غنى من أجل الحرية والكرامة، ممّا جعل كلمات أغانيه وألحانها تؤثر في قطاعات واسعة من الشعوب العربية، فالمظالم والاستبداد هي نفسها، رغم اختلاف الطرق والوسائل. وللشباب الجامعي التونسي علاقات عريقة بأغاني الشيخ إمام، منذ سبعينات القرن الماضي، حتى أنّ الاتحاد العام التونسي للطلبة (منظمة طلابية) نظم له جولة بالجامعات التونسية، في فبراير 1989.

وانتقد الشيخ إمام، في أغلب أغانيه، الوضع الاقتصادي الذي اتجه إلى الرأسمالية بمصر في سبعينات القرن العشرين، وكذلك الوضع السياسي بعد هزيمة 1967 أمام إسرائيل، وعقب اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام، التي وقعها الرئيس المصري حينها، أنور السادات، مع الدولة العبرية.

ولم تعجب أغانيه الشعبية الحادة السلطات المصرية، فحُكم عليه، صحبة رفيق دربه الشاعر أحمد فؤاد نجم (1929/2013)، بالسجن في زمن السادات، وتم الإفراج عنهما بعد اغتيال السادات، في 6 أكتوبر 1981. وقال عمر بن إبراهيم، عضو ناشط ومشرف على النادي، إن فضاء “مسار”، ومنذ تأسيسه عام 2012، ينظم كل أربعاء حفلا لأغاني الشيخ إمام. لكن توقّفت الحفلات، مع تفشي وباء كورونا وإعلان تدابير شاملة لمواجهة الفايروس.

وتابع “مع انتهاء الحظر الصحي، عاد الفضاء ليستقبل عشاق الأغنية البديلة، وتزامن ذلك مع إحياء ذكرى وفاة الشيخ إمام”. ولقّب بن إبراهيم عشاق الشيخ إمام بـ“المريدين”، وهو مصطلح يطلق عادة في الطرق الصوفية، موضحا أنهم “لا يأتون للاستماع لأغانيه فقط، بل لاستحضار روحه”. وقال “الهدف الآن هو مواصلة رسالة الشيخ إمام، عن طريق تأليف أغانٍ وطنية ملتزمة بلسان تونسي، للتنديد بالجور والظلم والانتهاكات”.