يخط الشاعر العراقي مثلثا تراجيديا بملمح التشظي، عن الذات والوطن والمنفى حيث يتحول المنفى الى ملاذ واختيار اضطراري بقسوته وحالات الوجع بديلا عن وطن يعمق جراح الذات ويجعلها تبحث عن بديل، هي حيوات متفرقة بين أمكنة تعمق من جراح العزلة وتشظي المنفى وقسوته ويصبح وطن القصيدة والكتابة آخر رمق لحياة بديلة تخط اللغة فضاء رمزيا للشاعر للإقامة فيها للأبد.

وطن المنفی

سـوران محـمد

 

الی کل من يبحث عن وطن، يجد فيه إنسانيته

 

1

- لا علم لدي! -

تخلدت الی النوم فسألته متحيرا

ما أمر الذي کان يتعشی

من حاويات النفايات؟

فيرمونە المارة أحيانا

 ببنســات قليلــة

أو قطعة حلوی

قال لاعلم لدي

قلت:

فآنظر الی

عيون السويس

لماذا تذرف دمعا  

دون توقف ربيعا و شتاءا

وعندما تسبح الحيتان شمالا

بمحاذات  القوارب المتهالكة ليلا

تشتد بکاءها فتمطر دما

مـــــع الحوريات

فيحمر السطح

 قال

لا علم

لـــــــــدي

**

 

2

- حنين ضائعة-

هذه المرة

لطف المسعف،

 دفء سيارة الأسعاف،

و وجبة  طازجة في المصحة

حالت بينە و بين  القفز

من هاوية القنوط

**

 

3

- وطن صناديق كرتون -

ولو أن النوم داخل صندوق كرتون

لا يوقي من القرس

في شتاء شمالي،

ولو أن فتات خبز

داخل أوساخ

يسد الرمق

و يفسد حال الكبد!

لكنه  أهون من لعنات أوطان

تخرب أعشاش الطيور

و تخنق أنفاس الأنهر..