عادت الصورة مجددا لتغيير العالم، فمشهد مطار كابول وما شهده خلال الأيام الماضية أرخى بظلاله على حديث السياسة والإعلام، وفي عودة نظام قديم تبرز هذه الصرخة لشاعرة أفغانية وصحفية نادية أنجمان والتي تعري واقعا مرا وقاسيا على اضطهاد المرأة، لكن القصيدة ليست فقط صور تشكلها الشاعرة، بقدر ما هي صدى من سيرة شعرية لازال جرحها مفتوحا.

صرخة صمّاء

نادية أنجمان

ترجمة عبد اللطيف شهيد

 

صوتُ آثار أقدام خضراء

في المطر

يَصِلُنا من الطريق

نفوس عطشى

وتنانير مُترَبة 

وصَلَت من الصحراء

أنفاسهن النّارية وسراب مصهور

مِن أفواهِهن الجّافة المُغطّاة بالغبار

وصلتْنا تَوًّا من الطريق

أجسادهُن المعذَّبة،

فتياتٌ تَرعرَعت في الألم

الفرح بعيدٌ عن مُحيّاهُن

قلوب قديمة تصْطَفُّ عليها الشُّقوق

لا تلوحُ أيُّ ابتسامة

على محيطات شِفاهنّ القاسيَّة

لا دمعةٌ تنبَع من جفاف عيونِهن

يا إلهي!

هل يمكن تجاهل صراخهن الأصم

الذي يهطل من السماء،

عندما يصِل الى الغيوم؟

صوت آثار أقدام خضراء

في المطر..

 

هامش:

نادية أنجمان، شاعرة وصحافية أفغانية، مواليد 27 ديسمبر 1981 في هراه. مدافعة بارزة عن حقوق المرأة، تعرضت للضرب حتى الموت على يد زوجها وأسرته فى 4 نوفمبر 2005.