احتضنت رام الله الفلسطينية مهرجانها السينمائي في نسخته الثامنة، والذي افتتح بفيلم الغريب الذي تدور أحداثه في الجولان السورية، المهرجان الذي تخصص في تقديم تجارب سينمائية فريدة إلى الجمهور الفلسطيني جلها إنتاجات فنية مستقلة بل ومن بين هذه الأفلام ما يُعرض للمرة الأولى في العالم العربي الى جانب عروض فنية للأطفال والعائلة.

مهرجان أيام فلسطين السينمائية في رام الله

 

"الغريب" يفتتح مهرجان أيام فلسطين السينمائية في رام الله

ويقدم الفيلم يقدم سردا لبعض ما حدث عام 1967 ورحيل بعض السكان من مدنهم وقراهم في الجولان حاملين معهم الذكريات، حيث تبدأ الخيبة تبدأ من الجماعة إلى الفرد. و انطلقت فعاليات مهرجان أيام فلسطين السينمائية في نسخته الثامنة الشهر الماضي في مدينة رام الله بعرض الفيلم الروائي الطويل "الغريب" للمخرج السوري الشاب أمير فخرالدين.

وينقل "الغريب" جمهور الفيلم على مدار 112 دقيقة عبر ثمانية ممثلين إلى عوالم العلاقات الأسرية في هضبة الجولان والحياة فيها وصوت الرصاص والانفجارات على الجانب الآخر من الحدود حيث تدور الحرب في سوريا. الفيلم يروي قصة شاب اسمه عدنان، وهو طالب طب متخرّج من موسكو، يمرّ بأزمة وجودية لكونه لم يستجبْ لتوقّعات مجتمعه ولم يُلبِّ ما كان يترقبّه منه أهله، ووالده بالذات (يؤدّيه بصمت شبه متواصل وحضور لافت النجم الفلسطيني محمد بكري).

تزداد حياته تدهورا وانحدارا عندما تقوده الصدفة إلى لقاء شاب مصاب بطلق ناري ما وراء الجدار العازل، ومُذْ تلك اللحظة، منذ أن يُقرّر إنقاذهُ، يبدأ عدنان رحلة مليئة بالمغامرة، يكتشف خلالها أبعادا جديدة عن نفسه وعن كونه غريبا في مجتمعه.

الأفلام التي اختارها المهرجان هذا العام تحكي قصصا إنسانية تعزز الانتماء إلى الروح الإنسانية الواحدة ومركزية الثقافة. ويقدم الفيلم، المترجم إلى اللغة الإنجليزية والذي يتضمن بعض الحوارات باللغة العربية بين أفراد من الجيش الإسرائيلي، سردا لبعض ما حدث عام 1967 ورحيل بعض السكان من مدنهم وقراهم في الجولان حاملين معهم الذكريات.

وقال المخرج فخرالدين "سعيد جدا أن يتم اختيار أول فيلم روائي لي ليكون فيلم الافتتاح في تظاهرة سينمائية مهمة". وأضاف في كلمة قبل عرض الفيلم على مسرح قصر رام الله الثقافي الذي امتلأت مقاعده وعددها 800 بالجمهور، أن عرض الفيلم “فخر لهضبة الجولان ودليل على تشاركنا في نفس الحالة التي نعيشها من احتلال وفي نفس الوقت نفس حالة الانتظار وأتوقع الأمل أيضا”.

وأوضح فخرالدين “فيلم الغريب هو فيلم عنك أنت.. عن والدك عن جدك عن الإنسان اللي رح يجي بعدك، ويظل فيلم الغريب عن الإنسان اللي بعيش على هذه الأرض وهي جزء منه وهو جزء منها". وقال "أتمنى مشاهدة عميقة التفكير وأدعوكم إلى عالم خاص في هضبة الجولان مليء بانعكاسات ستجدونها قريبة من قلوبكم أيضا".

ويتضمن برنامج المهرجان هذا العام أربعة عشر فيلما روائيا طويلا وسبعة وثائقيات طويلة، بالإضافة إلى ستة أفلام قصيرة تُعرض بالتعاون مع مهرجان كليرمونت فيراند الدولي للأفلام القصيرة. وجاء في نشرة للمهرجان أن الأفلام "اختيرت هذا العام لتحكي قصصا إنسانية من أنحاء مختلفة من العالم، تعزز الانتماء إلى الروح الإنسانية الواحدة وتذكّر بمركزية الثقافة حتى في أصعب الظروف، وأهمية الفن العابر حدود الجغرافيا والسياسة".

يعرض المهرجان أفلاما من فلسطين ومصر والمغرب والجزائر ولبنان وسوريا وإيران ومالطا والبوسنة وصربيا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة والدنمارك والسويد. وقال منظمو المهرجان “صُمم برنامج هذا العام ليقدم إلى الجمهور الفلسطيني تجارب سينمائية فريدة قد تتعذر مشاهدتها خارج إطار مهرجان سينمائي متخصص بعرض الإنتاجات المستقلة والفنية”.

وأضاف المنظمون "بعض هذه الأفلام يُعرض للمرة الأولى في العالم العربي ويتضمن المهرجان عروضا للأطفال والعائلة ضمن قسم الجيل القادم". ومن الأفلام المشاركة في المهرجان "انقسام والحرب الثالثة" من فرنسا و"أبناء الشمس" من إيران و"إلى أين يا عايدة" من البوسنة و"لوزّو" من مالطا، وسيكون الجمهور على موعد مع فيلم "علي صوتك" من المغرب في حفل الختام.

وقال القائمون على المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة فيلم لاب فلسطين منذ عام 2014 بدعم من مؤسسات دولية ومحلية، إن دورة هذا العام تقام بعد دورة استثنائية في العام الماضي فرضتها ظروف جائحة كورونا. وأضافوا "يعود المهرجان هذا العام بنسخة متكاملة تشمل عروضا سينمائية من أهم الإنتاجات السينمائية وأحدثها، لتُعرض في مدن القدس ورام الله وبيت لحم وغزة وحيفا والناصرة".

وينظم المهرجان إضافة إلى عرض الأفلام وحلقات النقاش وورش العمل حول صناعة السينما مسابقة "جائزة طائر الشمس" للأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة، ومشاريع الأفلام القصيرة والتي انطلقت عام 2016. ويشترط في الأفلام المشاركة في المسابقة "أن تكون لمخرجين أو منتجين فلسطينيين أو تشير إلى فلسطين بشكل موضوعي" ويتم الإعلان عن الفائزين في هذه المسابقة في ختام المهرجان وتتنافس سبعة أفلام في فئة الأفلام الوثائقية و15 في فئة الأفلام القصيرة، كما تتبارى ستة مشاريع على جائزة طائر الشمس للإنتاج.

وذكرت نشرة المهرجان الذي تواصلت فعالياته حتى الثامن من شهر نوفمبر "على مر السنين، أصبح المهرجان منبرا للإنتاجات المحلية والدولية، وأصبح أيام فلسطين السينمائية هو المهرجان الذي وضع فلسطين على خارطة ثقافة السينما العالمية".. وأضافوا "نتطلع جدا إلى لقاء جمهورنا في عروض المدن المختلفة وإلى انضمام صنّاع الأفلام الفلسطينيين للقاءات ملتقى صناع السينما وورشاته".