يحتفي العالم هذا الشهر باليوم العالمي للشعر، واخترنا في (الكلمة) وضمن فقرة ذاكرة شعرية أن نستعيد الشاعر الفرنسي رينيه سولي برودوم، والذي كان أول من توج بجائزة نوبل للآداب سنة انطلاقها عام 1901 معتبرة "أعماله تنمُّ عن تكوينه الشِّعري الخاص الذي يُعطي دليلاً على المثالية النبيلة، والكمال الفني الذي يُعَدُّ مزيجاً نادراً من صفات القلب والعقل" غير أن مسيرة هذا الشاعر، التي تميزت بالعديد من المفارقات وأدخلته دهاليز النسيان، ظل ملتزما بكلاسيكيته وبرناسيته والتي رآها مستقبل الأدب متنقلا في كتاباته بين الشعر والفلسفة والجماليات.

الى الشعراء المستقبليين

رينيه سولي برودوم

ترجمة: حنين عمر

 

أيها الشعراء الآتون الذين سيعرفون أشياء كثيرة،

وسيقولنها دون شك بلغة أجمل،

حاملين أبعد منا، مشعلا أكبر:

فوق النهايات الأعلى، والقضايا الأولى.

حينما ستتوج أبياتكم أفكارا عظيمة،

سنكون منذ أمد بعيد في القبر.

لاشيء سيعيش منا سوى أثر باهت وبارد

من مؤلفاتنا المدفونة مع شفاهنا المغلقة.

فكروا في أننا كنا نغني للزهور والحب.

في عصر مليء بعتمة صوت الأسلحة القاتل،

من أجل القلوب القلقة التي حولها هذا الصوت الى صماء.

عندئذ، أشفقوا على أغانينا التي ارتعشت فيها إنذارات عديدة.

أنتم الذين ستسمعون بشكل أفضل، ستصنعون في أيام سعيدة،

 فوق أهداف أسمى: قصائد دون دموع.

 

هامش:

نشر سولي برودوم من الدواوين الشعرية منها (مقطوعات وقصائد) عام 1865، و(التجارب) عام 1866، (اعتكافات) عام 1869، و(فرنسا) عام 1874، (الحنان الباطل) عام 1875، كما أنه انتخب عام 1881 عضوا في الأكاديمية الفرنسية. حصل على جائزة نوبل عام 1901 وبذلك كان أول من نال جائزة نوبل في الأدب، ورصد قيمة الجائزة التي حصل عليها لإنشاء جائزة للشعر. ويُعتبر الشاعر الفرنسي رينيه سولي برودوم (1839-1907) أحد المجدِّدين الكبار في الشِّعر في القرن التاسع عشر. على الرغم من اهتماماته العلمية، والتزامات مهنته، إلا أنه ظل وفياً للأدب وعاشقاً له، ومُتابِعاً للأحداث الجارية في الوسط الأدبي، ومُطَّلعاً على الأسماء الجديدة، وقد عارضَ برودوم الرومانسيةَ بشكل واضح، وساندَ البرناسيين، ورأى أنهم على حق، وأن مذهبهم هو التجسيد الحقيقي للمعنى والوعي، والضمانة الأكيدة لمستقبل الأدب.

وقالت أكاديمية نوبل التي مَنحته الجائزة: "إِنَّ أعماله تنمُّ عن تكوينه الشِّعري الخاص الذي يُعطي دليلاً على المثالية النبيلة، والكمال الفني الذي يُعَدُّ مزيجاً نادراً من صفات القلب والعقل". في نهاية حياته ساءت حالته الصحية، وأُصيب بحالة من الشلل، ما أجبره على الابتعاد عن الناس واعتزال الحياة الأدبية والاجتماعية، والعيش في عزلة تامة بعيداً عن الأنظار. وقد تُوُفِّيَ عام 1907، ودُفن في باريس. مِن أبرز مؤلفاته: أبيات وقصائد (1865) مصائر (1872)، ثورة الزهور ( 1874)، الحنان دون جدوى (1875) العدالة (1878)، ونُشرت له مؤلفات بعد وفاته، من أبرزها: حطام السفن (1908) .