يقدم الباحث الفرنسي خطاطة عامة شاملة لخريطة النقد الأدبي في القرن العشرين وأبرز أعلامه والمساهمين في تطوير منهجياته. وهي الخريطة التي تكشف غنى هذا الجنس الأدبي وما حققه من طفرات معرفية ومنهجية في هذا القرن، الذي يعد من أخصب القرون في تاريخ الجنس الأدبي المهم.

خريطة النقد الأدبي في القرن العشرين

جان إيف تادييه

ترجمة: سعيد بوخليط

 

منارة الإسكندرية:
توخى النقد خلال القرن العشرين أن يصبح نِدّا للعمل الفني. هكذا تشظى الأخير وصار التأويل مكوِّنا للنص . تنتمي النصوص إلى النقد أكثر من الكاتب. غالبا، النقاد بمثابة كُتَّاب يعبرون عن جماليتهم، أو يميطون اللثام عن كُتَّاب آخرين مجهولين لم يحظوا بالاهتمام (مالرو مع فوكنر). يعكس نقد الفنانين عملا فنيا، إنه مرهف الحس. ينتمي النقد إلى ذات العمل الذي يشتغل عليه، بحيث يشكل فضاء لتردد الصدى. يقارب النقد المنطوق (نقد الصحفيين) مئات الأعمال الراهنة مقاربة سريعة، القيام برهانات، غياب التحليل العميق. هكذا، وضع الصحافة الأدبية التي تشارك في الحياة الأدبية. بينما ينصب اهتمامنا في هذه الدراسة، على النقد الممارس من طرف ''الأساتذة': أكثر تدقيقا، وتسلحا بالوثائق، يحرس على الماضي، أكثر علمية، يثري العلوم الإنسانية (التحليل النفسي، علم الاجتماع، إلخ).

أولا- الشكلانيون الروس:
ظهرت هذه المدرسة خلال الحرب العالمية الأولى، ثم توقفت سنة 1930، ولم تعرف في أوروبا الغربية سوى سنة 1955 بفضل كتاب الشكلانية الروسية لصاحبه فيكتور إيرليخ، ثم سنة 1965 نتيجة عمل تزفيتان تودوروف (نظرية الأدب). أيضا، إبان نفس الحقبة انتشرت كتابات فلاديمير بروب وكذا رومان جاكبسون.

خلال فصل شتاء (1914- 1915): أسس طلبة، حلقة موسكو اللسانية.

سنة :1917 "جماعة دراسة اللغة الشعرية'' (نقاد شعراء مثل فلاديمير ماياكوفسكي، بوريس باسترناك، أوسيب مانديلشتام). تبلور هذا المنحى تفاعلا مع الشكلية ضد الذاتية والرمزية. لكن صدر مرسوم رسمي سنة 1932، بحظر كل جماعة أدبية.

نظرية المنهجية الشكلية :

- بوريس إيخنباوم (1925): إنها ''علم مستقل موضوعه الأدب باعتباره سلسلة وقائع خاصة". تخلص من الاستتيقا، علم الجمال، الفلسفة، علم النفس، إلخ.

- رومان جاكبسون (1921): ''لايتمثل علم الأدب في الأدب بل ''الأدبية''، بمعنى السمات التي تجعل عملا ما، عملا أدبيا''. قطيعة مع التاريخ، وتوجيه للدراسات نحو اللسانيات. لقد اهتم إبان مرحلته الأولى، بتميز اللغة الشعرية عن اللغة اليومية.

- حقبة ثانية ملموسة أكثر: قادت دراسة أصوات المقاطع الشعرية، إلى نظرية للبيت الشعري. بالنسبة للنثر، فقد أعيد تحديد الفاعل باعتباره عنصرا لإعداد العمل، وليس تيمته المركزية. فلا شيء ثابتا على حاله، ولا يتعلق الأمر بترتيب.

ارتقت الأعمال حول البيت الشعري، واهتمت بالتطور الأدبي.

لحظات أساسية لهذه المنهجية حسب إيخنباوم:

- من التعارض الأولي بين الشعري واللغة اليومية، نحو تمييز لوظائف اللغة اليومية ثم تعيين لحدود اللغة الشعرية وكذا اللغة العاطفية (الشعري والبلاغي).

- من مفهوم الشكل إلى مفهوم الطريقة ثم الوظيفة.

- من الإيقاع المناقض للبحر الشعري، غاية البيت الشعري باعتباره صيغة خاصة للخطاب، منطويا على سماته اللسانية الخاصة به.

- من الفكرة كبناء، إلى مادة البناء ك''تحفيز''، وعنصر يتوقف على البناء.

- يقود تحليل الطريقة، صوب تطور الأشكال وكذا مساءلة التاريخ الأدبي.

بوريس توماشوفسكي، تحليل النثر:
بين طيات نص يعود إلى سنة 1925 تضمنه كتابه ''نظرية الأدب''، فقد عالج توماشوفسكي اختيار التيمة، علاقات الخرافة/ الذات، التحفيز، البطل، وكذا حياة الأساليب والأجناس الأدبية.

تصل الفكرة، التيمة، بين الجمل ضمن بناء. يتعلق اختيار التيمة باحتفاء القارئ (يفكر الكاتب دائما في هذا الأمر وإن بكيفية لاواعية)، بالتالي يلزم إذن أن يكون الاختيار أساسيا، لكن أعمال الراهن لا تصمد حيال مصلحة ظرفية، بينما تبقى التيمات الكونية متشابهة.

يضاف إلى القيمة، ''الاهتمام'': يتجلى التعاطف مع المؤلِّف أو النفور منه، عبر شخصياته التي توجه انفعالات القارئ.

علاقة الخرافة/الذات.

اقتضى تشكل التيمة من ''عناصر موضوعاتية صغيرة''، نمطين رئيسين:

- مبدأ العِلِّية، نظام التسلسل الزمني؛ إنها أعمال ''ذات موضوع'' (قصص، روايات، ملاحم).

- مبدأ بلا عِلِّية ولانظام زماني؛ أعمال بلا موضوع (قصيدة سرديات السفر). هكذا، تقتضي الحكاية (مجموعة وقائع مترابطة فيما بينها، نقف عندها على امتداد العمل)، مؤشرا زمنيا وعِلِّيا، ربما اختُزِل في إطار نظام مغاير لبيان عرضه. يتعارض الموضوع والخرافة، بحيث تتبع نظام ظهور الوقائع عبر صفحات العمل. إنه التمييز بين التاريخ والخطاب، الخيال والسرد.

تسمى باعثا تلك التيمة التي لا يمكنها التحلل إلى أصغر وحدات سردية، ويتشكل العمل نتيجة اقتران البواعث. الخرافة مجموع البواعث وفق تعاقبها الزماني من العلة إلى النتيجة. يمثل الموضوع مجموع البواعث حسب نظام ظهورها في العمل، بالتالي يعكس بناء فنيا.

فيكتور شكلوفسكي:
ساهم في صياغة مادة المفاهيم التي تمكِن من وصف النثر الأدبي بطريقة صارمة. تتبلور الأعمال الأدبية، حينما: ''يستهلك المؤلِّف تقنيات خاصة تركز على ما ينبغي أن تتسم به هذه الأعمال وفق ضمانات قصوى تمنحنا إمكانية تمثُّلها باعتبارها أدبية".

بالنسبة لهذه المدرسة الشكلية، فالعمل الأدبي ''محض شكل، علاقات بين المواد''. لا تدرج، ولا تطور خطيا للأدب. هناك العديد من المدارس خلال كل حقبة تهيمن إبانها واحدة على الباقي وتستبعدها نحو الظل.

يوري تينيانوف وتحليل البيت الشعري/ التطور الأدبي:
العمل الأدبي نسق، كذلك الأدب. لذلك، بوسعنا أن نؤسس علما أدبيا. الرواية جنس متغير، تتغير مادته حسب كل نسق أدبي.

حلقة براغ1926 :

تعكس اللغة الأدبية الحياة الثقافية وكذا الحضارة. تستجيب عَقْلَنتها مع الحاجة إلى التعبير عن تعقد إجراءات الفكر.

-رومان جاكبسون :

أفضل استعراض لأعمال الشكلانيين.

سنة 1935 ، ميز جاكبسون في مقالته حول ''نثر الشاعر بوريس باسترناك'' بين الشعر والنثر، من خلال توظيف الأول للمجاز، بينما يرتكز النثر على الكناية. يتميز العمل الشعري بتكرار نفس الرمز النحوي والصوتي، مما يقتضي تحليلا نسقيا.

موضوع الشعرية بمثابة جواب على السؤال التالي: "ما الذي يجعل رسالة شفهية عملا فنيا؟'' تدرس اللسانيات بنيات اللغة، تمثل الشعرية فرعا منها.

نظرية الوظائف اللسانية للغة جاكبسون:

- وظيفة مرجعية أو حقيقية أو معرفية.

- وظيفة ''تعبيرية أو انفعالية''.

- وظيفة ''تحفيزية'' (إلزامية).

- وظيفة ''تفاعلية'' توقف الحديث أو تبقي على استمراره.

- وظيفة ''ميتالغوية'' تتحدث عن اللغة.

- وظيفة ''شعرية'' ترصد الرسالة كما هي، لحسابها الخاص.

تمثل الشعرية إذن فرعا من اللسانيات، تقارب الوظيفة الشعرية.

هكذا بلغ الوصف الشكلي للأدب كماله، وقد تأثر بهذا المسار النقاد الفرنسيون سنوات الستينات.

ثانيا: النقد الألماني: فقه اللغة الروماني
فريديريك غوندولف(1881- 1931) :اهتم بوحدة المبدع انطلاقا من عمله: ''ليس الفن قط تقليدا للحياة بل حدسا لها؛ إنه شكل أولي للحياة، بحيث لا يستعير قوانينه من الدين، العلم أو الدولة، وكذا أشكال أخرى للحياة سواء أصلية أو ثانوية''. نقد "قوي" (متشدِّد إلى حد ما).

إرنست روبير كورتيوس (1886 -1956):
فكر موسوعي. واضع نظريات حول''نقد رفيع''، ليس بالمتخصص ولا الجامعي، لكنه صاحب ذهن كوني مستنير ويقظ". انصب اهتمامه على فيرجيل غوته وبلزاك.

بنية، وحدة، سرّ. مما يستدعي رؤية شاملة، والنظر إلى فكرة العمل في عموميتها. من ثمة تأمل الأدب الأوروبي من خلال كُلِّيته، ثم مقارنة مختلف الآداب بالمنهجيتين التاريخية وكذا فقه اللغة.

لقد أتاح المجال للنقد صوب ''مَلَكة روحية ''غير قابلة للتلقين. خليط من الموسوعية، التبسيط ، التركيب.

إريك أويرباخ (1892- 1957):

أكبر ناقد ألماني خلال القرن العشرين ؟

فقه اللغة الروماني: دراسة لسانية وأدبية للنصوص الأوروبية التي كتبت بلغة من ذات أصل لاتيني. انصب اهتمامه كما الشأن بالنسبة لروبير كورتيوس، على تحديد موضوع جديد يشكل مجالا لدراسة الأدب الأوروبي. يظل عمله الأساسي كتابه الذي يحمل عنوان: "محاكاة، دراسة في تصور الأدب الغربي للواقع (1946)''. الانطلاق من جزئية قصد التطرق إلى وصف مسار، يتعلق بالمصير البشري عبر أوروبا.

*ليو سبيتزر (1887-1960):

مجالات عديدة: اللسانيات، النقد الأدبي، تاريخ الحضارة الفرنسية، الانجليزية، الاسبانية، الايطالية، الألمانيةاشتغال للمنهج والنظرية. توخى أن يكون إنسانيا. تقرير حول تفاصيل، ملاحظة أولى حول مجموع العمل، نقطة انطلاق بمثابة ''شرارة'' دراسة معينة.

يشكل العمل الفني مجموعا يمثل خلاله الشكل والمحتوى شيئا واحدا، ينفصل هذا المجموع عن الحياة وبوسعه تحديدا التأثير على الوجود.

*فريديريك :

تحليل القصيدة، بنيتها، حداثتها: يلزم تحديد المقولات الشعرية:

  • أُوِّلت القصيدة الكلاسيكية بناء على خاصيات محتواها، ينزع الشاعر نحو الكوني.
  • ترتبط القصيدة الحديثة بالسمات الشكلية أكثر من المضامين :الاغتراب، التنافر، التجزيء.
  • تتبنى الحداثة البشاعة، العبث، لذة التقزز.
  • يبدأ كل شيء إذن ب''مسار للتفكيك''.
  • تبتعد القصيدة أكثر فأكثر عن الحياة الطبيعية.

البحث عن ''لغة جديدة''، مسافة بين الدال والمدلول أكبر بكثير من الماضي. موت الموضوع.

يشترك جميع هؤلاء الفيلولوجيين في قطيعتهم مع التاريخ الوضعي، دلالة الكليانية، البناء.

اختلاف مع الشكلانيين: نظام أصلي لساني/ فقه اللغة والتاريخ.

*ثالثا:  نقد الوعي:

فريق آخر، ل"مدرسة جنيف":العودة إلى وعي الكاتب. يعتبر مارسيل ريمون المؤسس، الضمني لهذه المدرسة.

تجربة القراءة والقصيدة. الانطلاق من شرح النصوص، عيِّنات، وترسيخ علاقة بين الجزء والكل، ثم الكل والجزء. نقد عميق جدا. أسلوب أنيق، رخيم.

*ألبير بيغان (1901- 1957) :

اعتبر النقد أدبيا بل وأكثر من ذلك علما، تجيب عوالمه الموصوفة، ورؤاه المقترنة، وكذا الوعي الذي تتم معاينته، على استفسارات الباحث. يصاحب كل واحد من مؤلفاته، بحث شخصي، وكذا سيرة ذاتية.

يبحث بين مجمل صفحات العمل الفني عن ''شهادة حول مصير الأفراد''. يتميز الكاتب عن باقي الأفراد، بكونه يستخلص انطلاقا من تجربته الشخصية حقائق عامة. هكذا، أضحى الناقد شاعرا.

*جورج بولي (1902- 1991):

تشكل أعماله مصدرا لـ''النقد الجديد".

نحتاج خلال إحدى فترات البحث، أن نعيش داخليا علاقة معينة بخصوص الهوية التي لدي مع العمل. لا يختفي القارئ أبدا، بل يتقاسم وعيه مع الذات بين طيات العمل، وعي مدهش بخصوص ما يحدث له، أي الوعي النقدي تحديدا. يكتب التاريخ الأدبي للمواقف التي أرست معالم الأعمال، بحيث يلزمه أن يعيش ثانية في ذاته تجربة الكتَّاب.

*جون روسي(2002-1910) :

اهتم بتاريخ الفن والاستتيقا، انصب مجال اشتغاله على القرن السابع عشر.

* جون ستاروبنسكي (1920- 2019):

يعود إلى الوعي وكذا تخصصات علمية (التحليل النفسي، طب الأمراض العقلية والنفسية). تميز جون ستاروبنسكي، بانفتاحه الكبير على العلوم الإنسانية. تقوم منهجيته على شعرية النظرة. فالنظرة النقدية تحوِّل العمل وتمنحه حياة ثانية. مع الإبقاء على مسافاته.

يسعى ستاروبنسكي إلى توضيح خط سير الكاتب. نقد الوعي، على امتداد مختلف المناهج دون الخضوع لأيِّ منها، ولكل اللغات مع صياغة أسلوبه الخاص، وقد عثر على مهمته :اقتفاء أثر''خط سير المعنى''، هو إعطاء تبعا لنفس الحركة دلالة للأدب، والعالم وكذا ذواتنا.

رابعا: نقد المتخيَّل:
غاستون باشلار(1884- 1962):
لقد تبنى كموضوع رئيسي لدراسته، خيال المادة بطريقة ثورية. انطلق مشروعه بداية من زاوية الابستمولوجية وفلسفة العلوم، ثم انتقل وإن متأخرا نحو الخوض في مجال الشعر، فقد أظهر رصانة، ولم يبد سوى قليلا من النزوع فيما يتعلق برغبته تأسيسه لتيار معين:باشلار أستاذ كبير، وكاتب كبير، رغم كونه حالما منعزلا.

لم ينصب اهتمام الظاهراتية الباشلارية على موضوع، بل رنين، ولم يقتف أثر تكرار، بل ظاهرة وحيدة ذاتها، بحيث لاشيء يحضِّرُها.

يتشكل إذن نقده انطلاقا من صورة، واكتشاف العالم. عالم تشرئب روح الفنان نحو الحياة في فضائه.

جان بيير ريشار(2019-1922 ):

تحيل كل مقاربة للجزئي نحو وصف للكلي، تعدد الأحاسيس لها بنية وحيدة، تكمن في وعي الكاتب.

لقد تناول عند الشعراء، مشروعهم المحوري انطلاقا من''إحساس خالص"تمتد به القصيدة وتستبطنه.

*جلبير دوران (2012-1921)

أسس نقدا للأساطير، النقد الأسطوري.

يعطي الخيال قيمته للفعل :يعيشه ويضفي عليه حياته ليس من أجل يقينيات موضوعية، وأشياء، لكن آراء، بالنسبة لتلك العلاقة المتخيلة والسرية التي تربط وتعيد ربط العالم بالأشياء بين ثنايا الوعي، ليس فقط نعيش ونموت من أجل أفكار، لكن موت الأفراد تغفره الصور. يتموقع النقد (أو بالأحرى الايستتيقا التي تدرس الأشكال التي يؤثر من خلالها العمل في الحساسيات) قبل ولادة العمل، ثم الايستيتيقا بعده، يرتبط أحدها ب ''كيف'' والثاني ب''لماذا'' اللذة أو الانفعال. الروائي انتقال، خلاصة، توازن بين الملحمة والقصيدة. يلزم البحث ثانية عن جوهر الرواية في الرموز والأساطير. الأسطورة''خطاب نهائي"، ''سرد مؤسِّس". النقد الأسطوري، تحليل للنص الأسطوري، أي السرد تحت السرد. منهجية وفق ثلاث أزمنة :

- تبيان تيمات أسطورية؛

- وضعيات تنتظم وفقها الشخصيات والمشاهد؛

- مقابلة دروس الأسطورة مع أساطير أخرى.

نورتروب فراي (1912- 1991) :الكون والخيال

في عالم آخر، فقد درس أيضا أنثروبولوجية المتخيل مساران : الخيال المادي (صور) والنقد الأسطوري.

خامسا: النقد النفسي :
فرويد (1858 -1939)
*شارل بودوان(1893-1963) : سعى في كتابه التحليل النفسي للفن، إلى البحث ثانية في العلاقات بين الفن والعقد، سواء شخصية، أو بدائية.

 لكي تشتغل الصورة :لايقوم اتصال مباشر بين القارئ والكاتب، ومن اللاوعي إلى اللاوعي، لكنه قد يتم على مستوى اللاوعي الجمعي.

يمكن للمبدع الذهاب بعيدا جدا في التعبير بوفاء عن مشاعره، غاية طريق مسدود أحيانا، بحيث لايمكنه الخروج منه إلا بالعثور على صيغة أكثر موضوعية وعمومية.

*شارل مورون والنقد النفسي (1899-1966): البحث في كيفية تداعي الأفكار لاإراديا بين طيات بنيات النص.

التحليل النفسي للنص : أيضا بحثت مارثا روبير(1914-1996) في إمكانية التحليل النفسي للنوع الأدبي.  

التحليل النفسي للكاتب :يكمن الهدف في تناول المحفزات اللاواعية ضمن مسارات المبدع، وكذا اكتشاف مايربط حياة الفرد بإنتاجه الفني.

سادسا: علم اجتماع الأدب:

إبراز ووصف الصلات بين المجتمع والعمل الأدبي.

*المؤسسون:

-جورج لوكاتش (1885- 1971) : يكمن خلف تاريخ الرواية، معنى التاريخ، الذي تعبر عنه فلسفة التاريخ. انغماس الفنانين في المشكلات الكبرى لعصورهم، وكذا تمثل جوهر الحقيقة القاسية. يتوخى دائما علم اجتماع الأدب، المثير للجدل والمناضِل، إماطة اللثام عن المعطى القائم، لكن أيضا ماينبغي ومايحق له أن يكون.

-لوسيان غولدمان (1913 -1970):

منهجية ''المادية التاريخية''. مفهوم رؤية العالم باعتبارها وجهة نظر متماسكة ومتآلفة حول مجموع الحقيقة. وجهة النظر تلك، لا تتعلق بالفرد الواحد، بل نسق فكر جماعة أفراد يعيشون ضمن نفس الشروط الاقتصادية والاجتماعية.

- ميخائيل باختين (1895 -1975):

اللجوء إلى الثقافة الشعبية، كأفق ومادة للأعمال الكبيرة، ثم تجسيد رؤى مختلفة نحو العالم، بين طيات خطابات متباينة تتقاسم الرواية.

- النقد الاجتماعي :يركز أولا على النص. استطاع تمثّل الصراعات المجتمعية على مستوى اللسانيات، من خلال المعجم إلخ.

-جمالية التلقي: ينشغل أيضا علم اجتماع الأدب بالجمهور. سوسيولوجيا القراءة.

-هانس روبير ياوس (1921- 1997) يتضمن العمل النص وكذا تلقيه. يلزم أن تكون بنية العمل ملموسة من طرف الذين يتلقونها. دلالة العمل ليست أبدية لكنها تتشكل بين ثنايا التاريخ ذاته.

*سابعا: اللسانيات والأدب:
*اللسانيات :
- إميل بنفنست (1902- 1976) :لقد تبلورت بفضله وجاكبسون اللسانيات البنيوية.

- الأسلوبية : فرع من اللسانيات التطبيقية على الأدب، تزامن تراجعها مع ميلاد البلاغة.

-البلاغة : ظهرت سنوات السبعينات.

ثامنا: سيميوطيقا الأدب : إنها علم العلامات
-
أومبرتو إيكو، رولان بارت، جوليان غريماس، فلاديمير بروب.

* سيمانطيقا غريماس البنيوية :

المرسل الموضوع المرسل إليه

 المساعد الذات المعاكس

*جماعة تيل كيل وجوليا كريستيفا:
تيل كيل، مجلة أشرف عليها فيليب سوليرز منذ سنة 1960. انصب اهتمام كريستيفا على مجال السيميولوجيا.

مثلت السيميوطيقا الفرنسية فَنا مركَّبا وتطبيقيا كليا، غالبا في صيغة مقالات.

*السيميوطيقا السوفياتية: يوري لوتمان(1970)

يؤكد على أن الفن وسيلة تواصل، لغة مُهَيْكلة بكيفية خاصة. يمكننا مقاربة الأعمال الفنية كنصوص.

يشير العمل رمزيا إلى نفسه وكذا العالم، خلال ذات الوقت، شذرة وكذا العالم . تصبح العلامة علامة كل شيء، وتتمرد السيميوطيقا عن لعبة الأشكال الخالصة.

تاسعا: الشعرية:
تباينات بين شعرية النثر وشعرية الشعر.

1-شعرية النثر
أ-شعرية الرواية
:
-المدرسة الانجليزية والأمريكية.

الرواية موضوع للفن، ينبغي أن ننظر إلى ذلك وفق رؤية شاملة، وتركيب شامل. كيف تشكلت الروايات؟

إدوارد مورغان فورستر (1879 -1970)، ستيفن بوث (1952- )

-الشعرية الفرنسية :بعد الحرب، ظهور كتابات متأثرة بسارتر.

-جورج بلين(1917-2015) : كاتب، سارد، رؤية إلى العالم، حقيقية ومتخيَّلة، بغض النظر عن التقنيات المطروحة هنا فعلا باعتبارها أسس كل شعرية للرواية.

- تزفيتان تودوروف(1939 - 2017) : اعتُبر خلال فترة طويلة أكبر الأوفياء ترجمة للشكلانيين الروس. لقد تناول اللسانيات البنيوية كنموذج من أجل تأسيس شعرية للسرد.

-جيرار جينيت(1930 - 2018) : الشعرية تتمة للنقد، هناك ذهاب وإياب دائم بين الاثنين. أبدع جينيت نظرية للسرد، أو علم الأشكال السردية.

-باختين وشعرية الرواية(1895-1975) :كان موضوعه علما جديدا للغة. النقطة الأكثر أهمية لهذه النظرية، مفهوم ''الحوارية''، والتداخل النصيٍ لأن الثقافة عبارة عن خليط خَطَابي؛ وتعكس الرواية النوع الذي يعبر بشكل أفضل عن هذا التعدد الصوتي. بالنسبة إليه، الرواية مزيج، بل ربما هي تركيب لكل الأجناس.

تخلصت طبيعة شعريته من خشونة نصوص الشكلانيين.

  • الشعرية والسيميوطيقا: فيليب هامون(1940- )، سوزان روبين سليمان(1939-).

ب-شعرية الأجناس النثرية الأخرى :

أشكال بسيطة :يمكن للشعرية البحث في الأجناس الأدبية. الشعرية ليست معيارية، بحيث تصف غير أنها لاتخبركَ عن كيفية الكتابة.

2-شعرية القصيدة :

توماس إليوت(1888- 1965) ، ويليام إمبسون(1906 -1984).

بنية اللغة الشعرية حسب جون كوهن

شعرية غريماس

اللسانيات والشعرية

شعرية مايكل ريفاتير

القصيدة الشفوية

النقد التكويني : ينصب النقد على أصل تكون عمل ابتداء من مسودات وكذا مراحل متعاقبة للإصدارات. إعادة إنتاج المسودات، إلخ.

هامش

مرجع المقالة :

Jean-Yves Tadié : La critique littéraire au XXéme siècles ;Pocket ;2005