وهذه مرثية معاصرة قصيرة، ليس بها من تعداد فضائل الفقيد، كما بها من تصوير لفجيعة الانسان بعد فقدانه لعزيزه، وتأخذ الفجيعة شكل الأسئلة بـ (لماذا) التي تكررت أربع مرات في، قصيدة مركزة، جعلتنا نتعاطف مع هذه الفجيعة من دون أن نعرف، من هو المرثي فيها؟ إنها مرثية للجميع، من أجل الجميع، وليست مرثية لشخص واحد فقط كما هو في الشعر العربي في عصوره المبدعة.

مَرْثِيَّة

عبد الأمير خليل مراد

 

لمَاذَا تَزْدَرِينِي هَذِه الأَكْفَانُ

لَمَاذَا كُلُّ أَحْلَامِي

تَنَاهَبَهَا هُتَافُ المَوتِ

وَانْطَفَأَت كَقشٍّ يَخْتَفِي

بِرَمَادِه في تَلْوِيحَةِ

النِّيرَانِ

هُنَا غَيَّبتُ بَعضي ... بَل

وكُلِّي صَارَ مَدفُوناً

مَلِيكِي (مَالِك ) وَخَمَائِلي فِي رِقْدَةِ

التّربَانِ

نَهَارِي صَارَ كَاللَّيلِ المُدَمَّى

وَأَمْتِعَتِي

دُمُوعِي وَالأَمَاني خَطْوِي المَفجُوع

فِي دَوَّامَةِ الأَزْمَانِ

لمَاذَا ذاهل في كُلِّ رَجْوَى

وَآمَالي يُدَحْرجُها الأَسَى

فِي قُمْقُمِ النِّسْيَانِ

لمَاذَا لَا أُحبُّ الآهَ

لا أَقْوَى عَلَى ظَمَأٍ

وَأَرْغِفَتِي

قُنُوطٌ فِي ارْتِبَاكِ الرِّيحِ

نَايَاتِي افٍتِعَالٌ فِي دُجَى

الأَلْحَانِ

لِيَهْنِكَ إِنَّ لي قَلْباً

تُعَشْعشُ في تَوجُّسه

سَمَاوَاتٌ بِلا بُشْرَى

وَأَجيَال يُنَمْذجُ يَومَهَا

الحِرْمَان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر وإعلامي عراقي، عمل محررا ومصححا لغويا في عدد من الصحف العراقية، صدر له: الوطن أو الأشياء، بغداد، 1980، إيماءات بعيدة، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1998، كتبت عنه العديد من الدراسات النقدية.