لحظة آسرة وعابرة في الذاكرة لكن الشاعر المغربي يجعلها نواة حالمة لانبلاج لحظة شعرية مفعمة بالمعنى في أن تتحول لكوة تأسر بأفقها الأنطولوجي معابر الوجود ودلالاته، في أن تنبجس منها مسالك لخطو الحياة ولولادة الكتابة وهي تتلمس شكل الهوية و تلك الولادة التي تأبى إلا أن تكتمل في المستقبل.

جِدَارُ الْوُجُود

عبداللطيف السخيري

 

1.

اَلْمُعَلِّمُ الَّذِي أَوْقَفَنِي أَمَامَ الْجِدَارِ

أَشْكُرُهُ..

مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ

وَأَنَا أُكَلِّمُ الْجُدْرَانَ فَتَصِيرُ مُرُوجاً

وَفَرَاشَاتٍ

مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ

وَالْعَالَمُ خَلْفِي..

يُلاَحِقُنِي لاَهِثاً

دُونَ أَنْ أَلْتَفِتَ..

 

2.

حَلْقِي نَايٌ..

وَعُيُوني فَوَانِيسُ مُعَلَّقَةٌ عَلَى

جِدَار ..

اَلْمُرُوجُ لاَ تَزَالُ تَمْتَدُّ، وَتْمَتَدُّ..

شُكْراً لِمُعَلِّمِي

أَعْطَاني مَعْنَى صَرْخَةِ الْوِلاَدَةِ

وَهْيَ تَخْتَرِقُ جِدَارَ الْوُجُود..