هي نصوص أكثر من "مجرد سرد ومحو"، هي ما وراء السرد، حيث الصورة/ المشهد؛ لقطة من نسى غلق الباب، فتسلل المتسللون ليتجسسوا على أحلامه، وحين غادر حلمه أثناء الوقفة الاحتجاجية، لم يستطع العودة؛ كانت الشرطة هناك، وعبارة تواجهه: " أنت لست سوى بيدق غافل يحركونك بأصابعهم كما يشاؤون "

قصص قصيرة جدًا

عبدالله المتقي

 

ميتا سرد
صباحا أو مساء، لا يتذكر الرجل جيدا، المهم أنه صفق الباب خلفه، واختفى من الشقة متأبطا روايته التي لم تكتمل، وهو يعبر الشارع، سقطت كل شخصيات الرواية التي أنهكتها ورشات التجريب، ثم غادرت وفي حقائبها أكثر من سرد ومحو.

 

جاسوس
الرجل الذي عاد إلى سريره متعبا ونام للتو، أيقظه في منتصفه الليل ما يشبه خطوات في رأسه، وبعد لحظات قصيرة من القلق، أرسل ابتسامة صغيرة ومكررة، وفي عينيه بقايا نوم ثقيل، فقد تذكر أنه نسي أن يغلق باب رأسه الذي تركه مواربا، وأحد ما تسلل كي يتجسس على أحلامه.

 

مواجهة
و.. عثر الرجل أخيرا على رمز الشفرة التي ظلت غامضة لسنوات، و.. ركب الرقم، انفتحت العلبة، ليجد هذه الرسالة مطوية:

" أنت لست سوى بيدق غافل يحركونك بأصابعهم كما يشاؤون "

في نهاية المواجهة، لم يجد في رأسه سوى أن يكسر العلبة ويضعها في القمامة، وحين عاد لغرفته نومه، كانت العلبة تنتظره فوق مائدة مربعة قريبا من مخدته.

 

اعتقال
هو الآن داخل الحلم، يشارك في وقفة احتجاجية ضد غلاء الطماطم والبطاطس، ولا يتذكر سوى أن علبة سجائره نفذت، وكان لزاما أن يدخن.

غادر الرجل الوقفة واللافتات ليشري علبة سجائر من السوق الصغيرة، و.. لم يعد الرجل إلى حلمه، كانت هناك دورية للشرطة في رأس الزقاق.

 

*قاص من المغرب