تقابلان يقدمهما الشاعر السعودي في قصيدتان من ديوانه الذي صدر حديثا، وفيهما معا تحديق في الفراغ وقدرة على التقاط تفاصيل من اليومي الذي يعبر أمامنا ونحتاج دائما لعين الشاعر النفاذة كي نسبر أغواره، ونتعرف على أسراره.

قصيدتان

محمد خضر

البِنْتُ الحِلَوةُ..
تَحْمِلُ حَقِيبَةَ الَيدِ الرَّمَادِيَّةَِ
الحَقِيبَةُ نفْسَهَا الَّتِي تَحِملُها
ُمنْذُ أَعْوامٍ...
تَمْشِي بِهُدوءٍ
بِجَانِبِ السَّياراتِ المَرْكُونَةٍ
عِنْدَ مَتْجَرِ الأحْذِيَةِ
أُراقِبُهَا أحْيَاناً..
حِينَ يَكونُ الفَراغ ُ
كِتابَاً مَفْتوحَاً فِي وَجْهِي
البِنْتُ الحِلوَة ُ
تَمْشِي لِوحْدِهَا...
بِلاَ صَدِيقاتٍ
وَلاَ هَواءٍ
تَمْشِي لِوحْدِهَا حِينَ يَكونُ الجَوُّ نَعْسَاناً
...................
...................
البِنْتُ الحِلَوة ُ
أصْبَحَتْ الآنَ
تَصْطَحِبُ رَجُلاً بَدِينَاً بِشَارِبَ مُحَايِدٍ
وَكَوْمَةِ صِغَارٍ
خَلْفَهَا
يَصُْرخُونَ
مَامَا
مَامَا...

البِِِنْتُ الحِلْوَةُ...
لَمْ تَعُدْ تَحْمِلُ حَقِيبَتَهَا الَّرمَادِيَّةَ
وَلْمْ تَعُدْ تَمُرُّ مِنْ هُنَا

صَمْتٌ
هُوَ يُحَدِّقُ
فِي الفَرَاغِ...
فِي العَابِريِنَ...
فِي أطْوَلِ بِنَايَةٍ آخِرَ الشَّارِع ِ
فِي بَائِعِ الفَاكِهَة ِ
الَّذِي يُشْبِهُ شُكْري سَرْحَان
فِي السَّيِّدَةِ الَّتِي تَعْبَرُ
مََّرتَيْنِ مَسَاءً..
فََيصْبَحُ الرَّصِيفُ بِهَيْئَةِ الحُلُم ِ
يُحَدِّقُ...
يُحَدِّقُ...
يَفْرُكُ رَأْسَه ُ
وَيَضْحَكُ!!

شاعر من السعودية