بين التخمة والفراغ، أم تراها التخمة بالفراغ، يبحث الشاعر الأردني عن وميض من الأمل في ظل الخواء الذي يلف المشهد الذي يتلفع بالوهم وتتناءى فيه الصبوات، محاولا استنهاض جزء من فرح آسر ليعيد ألق الذات الذي افتقدته.. فيجهش بالضحك الذي يسيل له الدمع من أجل أمل مراوغ.

من كوّةٍ، كل هذا الخواء

محمد عريقات

متخمٌ بما هوَ طارئٌ
فارغٌ
مما أراهُ مجدياً ومتيناً
أحلامي بسيطةٌ كالأشياءِ
التي تُباعُ على الأرصِفة
مشرعٌ أستسلِمُ للريحِ المجدولةِ
مهترئٌ في المهبِّ
تتبعني الوحشة..
تدخلُ من كوّةٍ
أسقطت حشوها الريحُ
تحملُ أصواتاً شبيهةً
بكونٍ ينتحبْ.

من فضةِ البردِ
آوي بذاكرتي إلى الفروِ
مثلَ قطٍ حليقٍ
أحفِرُ في التيهِ أسطورةً..
كلما أدركتني الحقيقةُ أسرعتُ
علّني أهتدي لمزيدٍ من الوهمِ،
فالقناعةُ تفنى
والعقلُ كالإليتين سيدركهُ
شَرَهُ الدودِ.
والحياةُ تُخرجُ من كيسها
الموت حينَ تسأمُ الأرضُ
من جِلدِها/ من رحابةِ عتمةٍ
بيضاءَ تدعى الضوءْ.

أشتعِلُ كزيتونةٍ،
وكحجرٍ لم يكن نجمة بالأمسِ
أطفأُ..
ينخُرُ الخوفُ طمأنينتي
ينقُشُ أطياف أشباحٍ ويعبُدُها..
طمأنينتي معبَدٌ للمخاوِفِ
نظرتي شهقةٌ في السحيقِ
كما كُرَةِ الثلجِ
تنتهي جبلاً وخيبة.

ومن بينِ هذا الركام،
أجهَشُ بالضحكِ
بدمعةٍ مجنونةٍ تهيلُ على القلبِ
وأسألُ الفرح:
لماذا تركتَ حذاءكَ في زاويةٍ
قريبةٍ من قدميّ؟.

شاعر من الأردن