إليك ياعملاق الشعر

مالكة عسال

لم يكن قلبك عليلا
بل كان يضخ جديدَ الحب
يتورّم وفاء عطاء
كان بدمه
ينقش على الكفوف
خريطة فلسطين
يسقي به رفات الضحايا
يُفرّعه سنابل
في فردوس المبعدين
وللأطفال يهبه حلوى
فنحن يادرويش
لم نتقاسم معك الجسد
بل تقاسمنا شهد الروح
وحرقة كلمات
تتنفسُ في جوفها بلا هوادة
حصير قصائدك
سيظل في بهونا منبسطا
وسهمه في العمق يعتمل
كيف خانك القلب
وأنت الذي ترويه بشهد الحب؟
كيف استفرد بك الموت
وأنت الذي تعمي عينيه
بعجاج الحرف وصهد القصيد
ونازلته مرتين على حافة موته؟
جرفتك حملته البشعة
ولن نبكيك
فأنت تنبت في نبضنا غصنا أخضر
وستظل زمردة
تبرق بين كتل الضباب
واسمك
في قماش كل قصيدة
مطرز بحرير الذهب
وقصائدك
على موائد الشعر
فاكهة طازجة
ياالذي حفرتْ في حدائقِه فلسطينُ
فحفرَ بمعاوله في اللغة
لتكون مطواعة
تنز ببهائها المشرق
يشعلها أزهارا وأطيارا
بين الربى والمجرات
يمدها سيولا وشلالات
ماكان قلبك عليلا
فأنت حمّلته فوق المعتاد
ملأته بدُرز الحب
والقلب المفتوح
يمد ساعديه ليوسع المحبرة
ويستقبل الدخيرة
أيتها القصيدة
رتلي على لسانك
اسم محمود درويش
قدّم لك الوفاء والولاء
فكوني في الموعد
وصونيه في صندوقك
واسقيه بماء الورد
واغسليه بنفحتك كلما اعتلاه الغبار
زوريه في اليوم العالمي للشعر
21 مارس من كل سنة
ولاتنسيه في يوم الأرض
محمود
فجّر قلبَه اثنان
انتفاخ حروفك وحب الأرض
سجلي عندك
انتفاخ حروفك وحب الأرض
فارسك
مَن وضع في فم كل شاعر
نقطة من عسلك
ستظل نكهتها باللثة عالقة
انتقمي له
أطلقي رصاصك في جسد الموت
وعلى صدرك مزقي قماشه
وبلغي عملاق الشعر
أننا على العهد والقسم
ألا نخون حبّه لفلسطين
إن آجلا أو عاجلا
سنخرجها من الخراب لؤلؤة
وعلى رخامها
 ننحت اسم محمود درويش


شاعرة من المغرب
بتاريخ 11/ 8/ 2008