لقاء في طنجة مع الروائي الليبي محمد الأصفر

نظمت كل من جمعيتي ملتقى المتخيل المتوسطي وملتقى الشعر الإيبيرو مغربي ومؤسسة كوديناف، نهاية الشهر الماضي، بمقر كوديناف بمدينة طنجة جلسة مفتوحة مع الكاتب والروائي الليبي محمد الأصفر حول تجربته وكتابته الروائية. وقد استهل اللقاء بقراءة لرواية "شكشوكة" للكاتب المحتفى به، قام بها الناقد والباحث محمد المسعودي، والذي أشار فيها إلى أن محمد الأصفر شكل في روايته هاته عوالم خاصة شبيهة بتلك التي يخلقها الروائي الأردني جمال ناجي، الذي أبتدع مدينة خيالية للغجر، فيما ابتدع الأصفر مدينة خيالية للعبيد وشكل حيا لهم باسم"الوحيشي". وأضاف المسعودي أن عوالم هذه الرواية متداخلة وشخصياتها كذلك وأن السخرية تشكل لمحة هامة فيها، ملاحظا أن جميع الشخصيات بها تسمى "اغنيوة" من رجل الشرطة والطفل وحتى بعض الشخصيات التي ترمز لأعلام أدبية موجودة في الواقع الليبي. من جهته قام الناقد والباحث مصطفى الورياغلي بقراءة لرواية أخرى للكاتب محمد الأصفر هي "شرمولة" والتي اعتبرها رواية بسيطة ويمكن قراءتها بشكل حميمي، مشيرا إلى أن لعنوان هذه الرواية علاقة حميمية بنصها وأن شخصياتها مرحة ومحبوبة وطيبة، والرواية تتابع مساراتها وكيف أنها تواجه واقعها المأزوم وتعاني مشاكل وتتغلب عليها دون أن تفقد إنسانيتها، مؤكدا بدوره على ملمح السخرية في هذه الرواية، كما أشار المسعودي أنها موجودة في سابقتها "شكشوكة".

الناقد والباحث مزوار الإدريسي قام بدوره بقراءة سريعة لرواية "ملح" للكاتب الليبي المحتفى بأعماله، مشيرا إلى أن أحداث هذه الرواية، التي يعانق فيها الفنتاستيكي الواقعي، تدور حول مذبحة سجن "بوسليم" بطرابلس، معرجا على دلالة الملح ومغزاه في الرواية فهو ذلك الشيء الأبيض لكن المنذور للذوبان، وهذا ما ينعكس على شخصيات الرواية وأحداثها.

الروائي محمد الأصفراختار أن يخصص كلمته للحديث عن تجربته مع الكتابة التي ابتدأت متأخرة وهو في سن السابعة والثلاثين"37" سنة، حيث بدأ كتابة القصة القصيرة أواخر التسعينيات، لينتقل بعد ذلك للرواية. وقد أكد الأصفر أن من بين الكتاب الذين أحبهم وتأثر بهم محمد شكري وجان جنيه وهنري ميلر مضيف أنه ربما مثلهم. وفي صدد حديثه عن رواياته أشار الروائي الليبي أن رواياته كلها صدرت خارج ليبيا وتحديدا بسوريا ومصر، وحتى بهذه الأخيرة ترفض بعض دور النشر وضع اسمها على كتبه نظرا لجرأتها وخروجها عن المعتاد والمألوف والمهادن. أما بخصوص طريقته وأسلوبه في الكتابة فقال محمد الأصفر أنه يمكن له أن يضمن رواياته أي شيء، بل إن أغلب رواياته هي عبارة عن قصص ربما غير مكتملة يبدأها ثم ينتقل إلى أخرى..

أما فيما يخص حياته الشخصية فقال ضيف هذه الأمسية الأدبية أنه كان لاعب كرة القدم وأنه مارس التجارة، واعتبر الوسط الثقافي أوسخ من هذين المجالين، مشيرا إلى أنه يكتب الرواية وكأنه يلعب كرة القدم محاذرا على أن تخرج كرته خارج الميدان.