يكشف الشاعر المصري المرموق من خلال تهكميته المرة، وسرديته التي تتحول إلى استعادة متعددة الدلالات، وولعه بخلق الصور الدالة المترعة بالتوتر الدرامي، عما آل إليه الواقع المصري بعد الثورة المصرية النبيلة، حيث انطلقت صيحات العميان الجذلى تقود الجميع إلى الهاوية.

قال الأعمى

محمد سليمان

لكى نعود أتقياءْ

وطيبين ربما كالماء ِ

والتراب والهواءْ

وصالحين كالسلفْ

سنطلق اللحى

وننصب الخيامَ فى صدورنا

ونشتم الكفار فى المساء ِ والصباح ِ

والضُحى

ونحتفى بالسيف آية ًوراية ً

ونحبس النساءْ

وكى نطهّر الفضاء من روائح الكفار ِ

أو ظلالهم

ونستعيدَ شمسنا

سنحرق الشاشاتِ والآلاتِ

والطبول والدفوفَ

والهواتفَ التى تموء فى جيوبنا

ونخنق الكتابَ والمصوّرينَ

والحواة والمجسّمين والذينَ

عشش الظلام فى قلوبهم

فبدّلوا وهللوا

وزلزلوا فضاءنا بالعزف والغناءْ

سَننسِف المنازل التى شيدها الكفارُ

والمصانع التى صممها الكفارُ

والمتاحف التى تلـُمّهم

......

سنسْتحِل مالـَهم

ونعلن الحرب على هوائهم

ومائهم

وعندما نسحقهم

سنترك القطار باحثين عن جـِمالنا

لأنها تـُحبّنا

وتستطيب مثلنا طهارة الماضى

وجنة الصحراءْ

قال الضرير باسماً

فكبّرَ الخاوون والطغاة ُوالموتى

وشاربو الدماءْ