تستقصي الشاعرة والباحثة السورية رؤية القصيدة وتتبع مساراتها المتشعبة، ومن خلالها ترصد بنيتها الداخلية العميقة في استبصار بلاغي، وصداها في الذات الشاعرة التي تتلمس السبيل الى منتهاها.

فنجان أعمى

بهيجة مصري إدلبي

فنجان تأويلي

يحدق بي كعين الذئب

ينزاح الحجاب ُ

بالحبر أجرح أحرفي

كي تتبع الرؤيا

قصائد وحشتي

والظل بابُ

في القاع جرحٌ معتمٌ

يستل من صحف الغموض غموضه

وغيابُ

ودمٌ تعتقه الحكاية

في غواية سردها :

مذ كنت تتبعني الخرافة

حين أتبع ظل أحلامي

ويتبعني السرابُ

بالخوف سميت الخطى وهما

حفرت على مراياه

البداية

والحكاية

والمسافة

حين أربكني الكتابُ

بالصمت أتقنت التأمل

في فضاء ضيق

وسّعتهُ

حين استعرت من المجاز ظلاله

ومحوت عن جدرانه كتمانه

فانهار مافي غرفتي

وسعى برؤياي الخطابُ

في القاع أسمائي

تؤول وجدها

هي تارة توحي

بما يوحي الضبابُ

ولربما أوحت

بما يوحي الغرابُ

فكم استفزتني الرسائل

في تشكلها :

تشير هناك مرآة

يقال : بشارة

فرح قريبٌ

ثم ...

ماذا...؟

على اليمين :

سحابة سوداء

مايعني السحابُ؟!

في بعض ما يعنيه :

ريح تكنس الرؤيا

وينغلق الجوابُ

في القاع ...

مافي القاع؟

ابصمُ

استعير من التكهن

ما تسلل من خرافات

أرى قاعا

يخاتله العماءُ

وخلفه يسعى بنا كدليلنا

لغيابنا السردابُ.