يخصنا الشاعر العراقي المرموق بنص شعري يتلخص حلولا في العشق، وهو أبعد من توصيف تقليدي لثنائية معتادة أو إفراز لأحاسيس عادية إنه طقس سحري للكينونة وهي تتجلى وتنكشف توحدا وحلولا في ذات أخرى.

حارسة بوابة قلبي

سليم مطر

يا حارسة بوابة قلبي، هاك مفتاح ايماني،

فأنت مريمي وأنا عيساك!


كم أود أن أقبض على الكون، هنا بين كفي. أن أكون انا خالقك.. لعلي اعرف من أنت وسر الحيوات السالفة التي جمعتني بك!


لن انسى ابدا ساعة لقائنا الاول في المعبد:

كنت جالسة، عيناك مسبلتان وأنوار الوجد تشع من كيانك مثل فجر يفترش بحر.

فأصابني هلع من يواجه مصير منتظر منذ اول دنياه.  شرعت اناجي الهي وأغمضت عيني لعلي اتحاشاك.

لكني وجدت نفسي طفلا عاريا هائما عند شواطئك، اسبح في فجرك وتتقاذفني امواجك.

صرخت صامتا في اعماقي:

ـ رحماك يارب، اما ان تنقذني وتأخذني الى ملكوتك او تجعلني في ملكوتها..

 وفتحت عيني لكي استعيد ايماني. وجدت نفسي في عالم خلاب من جنان الرحمن: مروج خضراء وثمار ملونة وانهار وهاجة وسماوات قوس قزحية. تصدح في الكون انشودة محبة تتناغم فيها اصوات جميع المخلوقات..

لا ادري كم زمن امضيت. قلت ان الله استجاب لاستغاثتي وأخذني الى ملكوته.

لكني ادركت بعد حين اني كنت في ملكوتك فتنتك أنت خضرة عينين، وحنية شعرك، وحمرة خديك وشفتيك، وبياض عنقك، وأنغام رحمتك!

ايتها القديسة المبجلة. ايتها الملكة المتوجة على عرش قلبي.

كلما التقيك اكتشف مجاهيل روحي وروحك:

انت بحر وأنا بحارك وعشقي مركبي..


انت دنيا وأنا انسانك وضميري حضارتي

انت وطن وأنا شعبك ووفائي دولتي

انت دين وأنا نبيك وصمتي رسالتي

فتعالي ياحارسة بوابة قلبي

هاك مفتاح إيماني

انت مريمي وأنا عيساك

 

شاعر عراقي مقيم في جنيف