براساي في متحف فن الوسائط المتعددة بموسكو

 افتتح في متحف فن الوسائط المتعددة بموسكو معرض لأعمال الفنان الفرنسي المعروف براساي الذي يعتبر من أبرز مصوري القرن العشرين. وبراساي اسم مستعار للفنان الفرنسي المجري الأصل ديولا خالاش الذي ترك بصمته على فن التصوير الضوئي العالمي. ولد براساي في بلدة براسّو الهنغارية نهاية القرن الـ19 وتعلم الرسم التشكيلي في بودابست وبرلين، ثم انتقل إلى باريس ووقع في حبها وقطن فيها حتى وفاته عام 1984. وفي العاصمة الفرنسية شغف براساي بالتصوير الفوتوغرافي. ولا غرابة في أنه استوحى معظم أعماله من هذه المدينة المحبوبة له، إلا أن الفنان عرض للفرنسيين والأجانب صورة جديدة لباريس، لم يروها سابقا. ولد براساي في العام 1899 في براسو بهنغاريا وهاجر أولاً إلى برلين سنة 1920، ودرس في أكاديمية الفنون حيث التقى فازيلي كاندنيسكي وأوسكار كوكوشكا وغيرهما من الفنانين البرلينيين المشهورين في تلك الفترة المشحونة بالتجريب وبمحاولة تجاوز الإرث القديم. غادر براساي في العام 1924 ليستقر في باريس وليبدأ حياته هناك صحافياً يكتب على نحو خاص للصحف الصادرة باللغة الألمانية. كان صديقه أندري كيرتيس يزوده في عمله بصور فوتوغرافية للتقارير والموضوعات التي ينشرها. ولكنه فيما بعد، من خلال عمله الصحافي، وجد طريقه إلى الفوتوغراف. في باريس، في العام 1932، أطلق على نفسه الاسم الفني براساي نسبة إلى المدينة التي ولد فيها. في نفس العام نشر براساي كتاباً مصوراً بعنوان "باريس في الليل" جعله يشتهر كمصور فوتوغرافي على صعيد العالم. لم تكن الصور المنجزة مجرد توثيق للأماكن أو عرض لوقائع باريسية، بل كانت صوراً تمّ اختيارها بعين بصيرة وبحساسية فنية اشتملت على تحقيق أجواء سحرية أقرب إلى الفن التشكيلي الذي يهدف إلى إثارة المخيلة. وقد عرض متحف الفن الحديث في نيويورك عمله، باعتباره منجزاً فنياً استثنائياً، في معرض القرن المسمى "التصوير الفوتوغرافي: 1839 ـ 1937". وقد تمكن براساي بآلة تصويره المسماة "فوكتلندر كاميرا" التي كانت تخلو آنذاك من الرتوش الفنية والمؤثرات الضوئية من السيطرة على التصوير الليلي.