هذه دعوة مفتوحة للانعتاق والتحرر، وهي دعوة رهينة بتمسك صاحبها، بجذور متأصلة فينا. تلك الروابط التي ما تنفك تذكرتنا أن الحياة بكل مفارقاتها، تدفعنا لتغيير وجهتنا كلما ظهر في الأفق سبيل جديد يجعلنا نقترب من أحد وجوه أسرار الحياة.

همسات العُسلج

عبد اللطيف الإدريسي

غيّر طريقك.

سر على حافة الحياة !

 

وأنت فوق تلك الجبال الشامخة

تعدّ وجدّتك ألوان السحابات العابرة

وأشكال الخرافات المرتسمة على وقع الماعز،

ترقد على حنين أمّ أضاعها الحنين

ثبَرَتْها رجولة كثيرة فاضت عن الغباء،

تحسُب حبّ العنب الأبيض

متعة

متعة

عُسلجا تركض في أعالي المروج

وعيون العلّيق الدعجاء

تحبك نسيج قوامك المرتبك،

يجتازك أريج الفُطْر في أديمه

بينما تدقّ القبيلة سُّمّاً يلْعَق جروح ترابك الخفيف المائل إلى شوق يطير...

 

غيّر طريقك قلت !

سر..

أو اترك حافة الحياة تسبُكك...

 

طينتك سردتها جدّتك عند جدع الشجرة

لن يمرّ الثدرج هذا اليوم

والبرقش هاجر الأوكار من زمان

همساتٍ تضمد جراحاً ركبتك

وأنت وجدتك ترقصان لسحابة طفلة عابرة.

 

بيزوس المحروسة 6 فبراير 2013

 

شاعر مغربي مقيم في بيزوس / فرنسا