يقدم الناقد الفلسطيني المرموق كتابا للصحافية فيكتوريا بريتين صدر قبل شهرين عن دار بلوتو في لندن، يستقصي من خلال شهادات مختلفة لنساء منسيات، وقصص تمتد من فلسطين والأردن والجزائر الى افغانستان وباكستان الى بريطانيا حيث عانت زوجات المعتقلين بقضايا الإرهاب من السجن. والكتاب في النهاية ليس مجرد حكايات، بل هو رواية عن التاريخ والأشباح التي لاحقت كل هؤلاء الذين عاشوها.

النساء المنسيات في الحرب على الارهاب

إبراهيم درويش

في قصة "الحرب على الارهاب" هناك ضحايا بالجملة، قتلى وجرحى التفجيرات، الارهابيون المفترضون في لعبة ملاحقة من يشتبه في علاقته بتنظيم ارهابي، ضحايا تصفية الحسابات، ومن باعهم التجار من المخابرات الباكستانية والتحالف الشمالي الافغاني، ومعهم رجال القبائل للمخابرات الامريكية، وبالضرورة هناك من باعتهم مخابرات بلادهم في الدول العربية ونقلتهم او عذبتهم نيابة عن امريكا، وهناك الحقيقة التي تكون هي الضحية الكبرى.

ومع ذلك ففي قصة "الحرب على الارهاب" هناك ضحايا ظل، يعانون لوحدهم ويعيشون كوابيس من هم في السجون في غرفهم الخاصة، يبكون لوحدهم ويتحملون "وزرا" لم يكن وزرهم يوما، يعيشون على الهامش، وهم في الحقيقة في مركز الحكاية.

حمدة وصباح ونور، وفريدة ورجا، وامنة، زوجات واخوات وبنات لاشخاص اعتقلوا بشبهة علاقتهم بالارهاب والحرب عليها في مرحلة ما بعد 9/11، وفي قصصهن حكاية عن الثبات والصمود والكفاح المتواصل على كل الجبهات، في عالم غريب. الكفاح للحفاظ على العقل امام جنون القوانين والاجراءات التي فرضتها تشريعات الحرب او وامر الحجز" التي تضع حياة العائلة تحت رحمة الامن وشركات الامن المتعاقدة مع مصلحة السجون ووزارة الداخلية، وكفاح من اجل فهم ما يجري حولهن، فالمحاكم والسجون والتعامل مع المحامين يظل امرا جديدا عليهن. وتعريض حياة اطفالهن البريئة للاعلام حتى يكونوا الناطقين باسم القضية المنسية والرهيبة للاب السجين. فما حدث لهاته النسوة، امهات وبنات وزوجات، جعلهن يخرجن من هدوء البيت الآمن الى صخب العالم، بما فيه من اضواء وكاميرات وصراخ وعنصرية، وبيروقراطية. والقصة بدأت كما تبدأ في كل الاماكن التي تحكم بالامن بزوار الفجر، لا يطرقون الابواب بل يكسرونها، يدخلون البيت ويخرجون المطلوب، واحيانا يجد الامن نفسه في حرج عندما يكتشف ان المطلوب مجرد كسيح على عربة نقالة، هل هناك خطأ، ربما ولكن يجب تنفيذ الاوامر.

ما وراء الصدمة
في ادبيات الحرب على الارهاب، هناك الكثير من الشهادات التي كتبت عما تركته الحرب من اثر في العائلة المباشرة للمتهم او منفذ العمليات، لكنها لم تؤكد على الجانب الانساني في القصة، اي تجعلك تتعاطف مع ابناء المتهم او المنفذ او المقربين منه كضحايا وحملة وزر لا ناقة لهم فيه ولا جمل. في كتاب بيتر تايلور "التحدث مع الارهابيين" الذي عرضناه الاسبوع الماضي محاولة لفهم والتحاور مع العائلات التي سجن ابناؤها في مؤامرات ارهابية، كان من المقرر ان تنفذ في دول غربية. ورأينا كيف يعبر افراد في العائلة احيانا عن غضبهم من تصرف احد افرادها ويتهمونه بتدمير مسار العائلة. لكن ما يجمع كل الحكايات التي جمعها تايلور، هو الشعور العام بالصدمة عندما يكتشف مجتمع جالية مسلمة في الغرب ان واحدا منها تورط في عمليات ارهابية وعمل مع "القاعدة" واخواتها. والشعور بالصدمة نابع من كون هذه الجاليات تعيش هدوءها الخاص وتلتزم بالنظام والقانون وتعمل بصمت واخلاص وتعاون، ومن هنا تجد نفسها وبدون اية استعداد محطا لاهتمام الاعلام ومؤسساته، وتصبح فرق التلفزة الباحثة عن القصة ازعاجا وقلقا للعائلة والمجتمع وتجيش الرأي العام ضدهم، اي يؤخذ كل المجتمع بجريرة شخص. ومع ذلك فالشهادات التي يقدمها الصحافيون تقوم في العادة على لقاء او لقاءين مع المرتبطين بالمتهم او المنفذ، وبالتالي فهي لا تنقل الا جزءا من القصة.

ولهذا فأننا عندما نقرأ الكتاب الجديد الذي اعدته الصحافية فيكتوريا بريتين "كائنات الظل" الذي صدر قبل شهرين عن دار بلوتو في لندن، نعثر على شهادة مختلفة، لأنها عن نساء منسيات، ولان فيكتوريا عاشت مع النسوة اللاتي تقص حكايتهن او على الاقل ترويها، قضت اوقاتا مع اولادهن، قرأت رسائلهم واشعارهم، ومشت معهن الى المحكمة وتابعت ما كتب في الصحف، وزارت المعتقلين في السجون، والقت كلمات نيابة عنهم، وبالمحصلة، فالكتاب هو تجربة عشرة اعوام او اكثر من العمل والتعاون مع عائلات المتهمين بقضايا الارهاب في بريطانيا ممن سجنوا في غوانتانامو، او في السجون الامنية البريطانية مثل بيلمارش.

وبريتين لا تكتب لتبحث عن قصة مثيرة ولا لتستجدي عطف القارئ، بل كي تعطي الوجه الاخر للمعاناة، فان تكوني زوجة متهم ايا كانت تهمته يعني «النبذفي منظور الرأي العام، خاصة في ظل اعلام متغول. ان تكوني غريبة وكل القصص التي تقدمها هنا هي عن نساء هاجرن مع ازواجهن الذين فروا من قمع الانظمة الديكتاتورية والامنية في بلادهم بحثا عن حرية الغرب. ومن هنا فالقصص التي ترويها لنا تمتد من فلسطين والاردن والجزائر الى افغانستان وباكستان الى بريطانيا. فالمعتقلون بقضايا الارهاب هم اسلاميون وناشطون عانوا من السجن في بلادهم او الاتهام وعاشوا في افغانستان، اما في اثناء الجهاد الافغاني (اي من «العائديناو الافغان العرب) او ممن آمنوا بالامارة الاسلامية وانطلقوا لمساعدتها، ونعني هنا امارة طالبان، وفي كل الحالات فالمرأة في بداية القصة كانت تتبع الزوج الى هذه الاماكن، حيث كان الزوج يعمل في العمل الخيري، التدريس، الهندسة وغير ذلك فيما كانت الزوجة تعتني بالاولاد والبيت قبل ان تأتي تفجيرات ايلول (سبتمبر) 2001 ويتفرق الجمع. وعلاقة فيكتوريا مع هذه العائلات بدأت من خلال نشاطها في مجال حقوق الانسان والدفاع عن حق المعتقلين بدون اتهامات بالمحاكمة ومقاومة الترحيل، كما في حالة بابر احمد، خبير الكمبيوتر وعادل عبد الباري، المحامي المصري والناشط في الدفاع عن حقوق الانسان في مصر، اللذين كانا مع اخرين يقاتلان امام المحاكم طلبات ترحيل امريكية، حيث فشلت الاجراءات القانونية ورحلوا العام الماضي الى السجون الامريكية. ويمكن اعتبار الكتاب الحالي ثمرة اخرى لنشاطات في المجال الابداعي لتوعية الناس بالوجه الاخر لقوانين الارهاب، فقد اعدت مسرحية "انتظار" القت فيها زوجات وبنات "الارهابيين" شهادات عن المعاناة والمشاكل المفروضة عليهن.

وعليه فرحلتها مع عائلات المعتقلين هي بمثابة اكتشاف ومحاولة للتعرف ادت في مراحل مختلفة لحالات من البوح والحاجة للحديث مع شخص موثوق.

الثقة اولا
وقد استطاعت فيكتوريا الحصول على ثقة النسوة بالصداقة والزيارة والعمل المواظب معهن وزيارة بيوتهن، في الوقت الذي كانت يخشى فيها ابناء الجالية الاقتراب من بيوتهن حتى لا يؤخذون هم بالجريرة او لخوفهم من الامن والتعقيدات التي يجب ان يمروا بها من الحصول على تصريح للزيارة او الحديث مع العائلات، لان نظام الحجز او الاعتقال الاجباري معقد ويجعل كل صغيرة وكبيرة في البيت تحت سيطرة الامن ووزارة الداخلية، فإصلاح غسالة يحتاج الى عملية مفاوضات بين محامي المتهم ومصلحة السجون لاختيار السباك المناسب، وقصة جوزيفين، واحدة من القصص التي تظهر العبثية والسخرية التي يذهب فيها الامن للتحكم في حياة الاطفال والعائلة. وكونك متهما فكل شيء في البيت يصبح مصدر شك، لعب الأطفال العاب الفيديو و"بلاي ستيشن".

تقول دينا زوجة الفلسطيني محمود الذي حاول اكثر من مرة الانتحار احتجاجا على اجراءات التحكم، «كم مرة جاءوا وفتشوا البيت وخرقوا حرمته، ماذا سيجدون في العاب الاطفال؟".

في القصص اذا صورة عن الطريقة التي يحرم فيها القانون العائلات من حق الاستقلال، او التحكم بحياتها، حيث يتحول البيت الى ملحق للزنزانة التي وضع فيها الاب. في ظل هذا الوضع ماذا يجب على الزوجة فعله؟ الانهيار، الجنون، الاحتجاج، ام القتال والصمود، ولعل هذا ما فعلته كل النسوة، حيث قاتلن النظام، من اجل ابنائهن وكافحن الضعف في دواخلهن، خرجن للعلن، عرضن القضية على نواب المناطق التي يعشن فيها، واتصلن بالمحامين والاعلام، ومنظمات حقوق الانسان، فيما كتب الاطفال الرسائل للامير تشارلس ولرئاسة الوزراء التي لم ترد عليهم. ولعل الرسالة هي التي جعلت فيكتوريا تهتم بقصص زوجات المعتقلين.

الله حاضر
منذ زيارتها الاولى لصباح، زوجة جميل البنا الذي اعتقل عندما كان في غامبيا ونقل الى غوانتانامو، تجد فيكتوريا ان ما يجمع كل موضوعاتها هي ان الله حاضر في كل فعل وعمل يقمن به، اما الامر الاخر، فهو السعادة النسبية والرضى، فالسجن للاب لا يعني ان الحياة انقلبت رأسا على عقب، فالزوجة اخذت دور الاب، والبيت الخالي من كل مظاهر الحياة الاستهلاكية الا من صور للكعبة او المسجد الاقصى، وشهادات الاطفال ورسومهم المدرسية يعبق برائحة فلسطين، الشاي بالنعناع والميرمية، المزروعة في اصص في حديقة البيت او على نوافذ الشقق. وهذه السعادة النسبية ظلت حاضرة في كل قصص النساء في هذا الكتاب. على الرغم من الصعوبات التي واجهنها والقلق النفسي والانتظار، والرحلة الطويلة للسجن، الا اننا امام شخصيات قوية، ثابتة. فهناك لحظات من الضعف والحاجة للبكاء، ولكن ليس امام الاطفال، ففي الليل او في المتنزه حيث يلعب الاطفال، كانت الدموع تسح.

الحب
لعل اهم انجاز لفيكتوريا انها كشفت عن العالم الداخلي لهاته النسوة، فبصداقتها لهن وقربها دفعتهن للحديث عن الاشياء الحميمية، الحب والعاطفة والشعور بالوحدة والخوف من فقدان الزوج. ولعل قصة زنيرة، زوجة اخر معتقل بريطاني عامر شاكر تظهر هذه العواطف والحب التي جعلها تكتب شعرا وتصف قلبه بانه «قلب من ذهبحيث تقول فيها «ابتسامتك مثل اللؤلؤة الجديدة، تعال وسأخبئك مثل الكنز، حياتي حزن وسأم وفي قلبي اشعر بالدفء لان قلبك من ذهب، اعتقد ان هذه العواطف واللحظات الانسانية هي ما يجعل كتاب فيكتوريا متميزا لانها تجعلنا نحس بالرابطة الانسانية الواحدة، فما فعلته هي انها «انسنت اللاانسانيفي مفاهيم الحرب على الارهاب، فزنير وحمدة وصباح وغيرهن في نظر الاخرين كائنات غير بشرية نظرا لجرم او تهمة ازواجهن، وهن مثل رجاء رفضت ان تترك زوجها الناشط حتى في احلك الظروف ورغم الضغوط عليها من عائلتها.

قصة الغسالة
في قصة جوزيفين، زوجة احد المتهمين الكثير من مشاعر المرح على الرغم من الاسى والمصاعب التي واجهتها ومحاولاتها للافراج عن زوجها بكفالة، فهي تشير الى مشاكل حبس زوجها الاجباري، الذي كان على كرسي متحرك، ومع ذلك تتحدث عن غسالة البيت التي تعطلت اول مرة عندما كانت حاملا وانتظرت اسبوعا او اكثر قبل ان تحصل على اذن لتصليحها وعندما حصلت كان على الزوج الاختفاء في غرفة اخرى، وفي المرة الثانية كان يجب استبدال الغسالة وعندما احضرتها الشركة طلب منها تركها امام البيت، لانه غير مسموح لهم بالدخول بدون موافقة امنية، مما ادى ال استغراب الشركة، وظلت في الخارج حتى قامت هي نفسها بدفعها الى داخل البيت. ولم يحضر السباك الا بعد ان حضر ممثل عن الامن، الذي قضى كل الوقت في الغرفة الاخرى تاركا السباك ليركب الغسالة. لكن جوزيفين وغيرها تجد نفسها مضطرة للتعامل مع زوج غيرته تجربة السجن، فهو مريض، يعاني من قلق وكوابيس، وفقدان للذاكرة، اصبح غريبا على نفسه وابنائه «زوجي كان مرحا جدا، يضحك دائما مثل صغيري اسماعيل، كانت اياما جميلة عندما كنا معا، ومنذ خروجه من السجن اصبح مصابا بالرهاب ويعتقد ان احدا يراقبه، ويعاني من كوابيس ويصرخ..’.

في امريكا ايضا
تكشف قصص فيكتوريا عن الدمار الذي حل بالعائلات وبالرجال الذين سجنوا بموجب قانون الارهاب بدون توجيه اتهامات. وهي لا تقتصر في حديثها على بريطانيا، بل تسافر الى امريكا، حيث تقابل ابناء واخوات من عانوا بسبب الحرب على الارهاب، فقصة احمد ابو علي الذي كان يدرس في جامعة المدينة المنورة واعتقله الامن السعودي وعذبه تشير مرة اخرى الى عبثية الحرب على الارهاب، فقد ظنت عائلته ان حضوره الى امريكا سيكشف الممارسات عليه في السعودية، وعندما نجحت باعادته الى الولايات المتحدة اعتقل في المطار وقدم للمحاكمة على نفس الاتهامات التي وجهت له في السعودية. وعندما حاول محاموه الكشف عن ظهره في قاعة المحكمة لاظهار اثار التعذيب عليه، رفض القاضي الطلب وسجنه 30 عاما واخرى تحت الرقابة. وتحكي فيكتوريا اثر اعتقاله على اخته مريم التي كانت في الرابعة عشرة عندما بدأت مأساة عائلتها. ومثل بقية العائلات عانت مريم من الخوف والانتظار، وبعد تخرجها من جامعة جورج تاون وجدت صعوبة في العثور على عمل. تظهر قصص فيكتوريا كيف عانى الابناء والاخوة من اثار الازمة، فالاطفال لم ينجوا من سبة ابن الارهابي في المدرسة، كما ان بعضهم كان عليه ان يتجاوز عمره ويقف في الملتقيات ويقرأ الرسائل في الحملات التي نظمتها امنستي ومنظمات حقوق انسان اخرى دفاعا عن المعتقلين، وقد خلف هذا اثارا نفسية عليهم.

"كائنات الظليقدم حكاية عن القمع والعذاب النفسي والتغول على الحقوق الشخصية والحرب على الاسلام، كما يقول مايكل رانتر المحامي ورئيس مركز الحقوق الدستورية، مشيرا الى ان قصة جمعية المقدسة "هولي لاند فاونديشين" في امريكا، التي حكم فيها على خمسة فلسطينيين بتهم تتراوح بين 15 الى 65 عاما هي اعتداء على المجتمع المدني، فمن الصعوبة بمكان ان ينظم المسلمون اي شيء علاوة على ان يتحدثوا، فيما يقول هوارد زين ان «الحرب على الارهاب«كانت منذ البداية حربا على حقوق الناس في هذا البلد، وبالتأكيد كانت في نفس الوقت فعلا ارهابيا ضد الشعب الذين اصبحوا الان خائفين من نطق اي كلمة او الانخراط في عمل يزعج الحكومة، وهذا ليس تصرف حكومة ديمقراطية بل دولة شمولية’. في سطور الكتاب هنا امر واحد كان وراء نجاة هذه العائلات من جحيم «الحرب على الارهابوهو الايمان بالله حيث تلخص ما قالته امرأة شابة في بريطانيا «شكرا لله على كل ما حدث، فهو احسن حكم، وسيعطي الابرياء حقوقهم، وليس القضاة والحكومة الظالمة، كل مصيبة فيها رحمة، والاخبار السيئة لا تثير حزننا، صدقيني لا نكف عن شكر الله’. في النهاية تقدم فيكتوريا تواريخ شخصية لنساء عشن التجربة وحافظن على كرامتهن، واستطعن بالصبر والمثابرة الانتصار على القمع الذي هربن مع ازواجهن منه، وخرجن بمرارة ولكن بدون غضب على النظام الذي قلب حياتهن رأسا على عقب، وكما يقول جون بيرغر في مقدمته ان قراءة الكتاب تجربة قاسية ولا يمكن ان تنسى، كل هذا لانه يظهر حجم الشراسة والرعب التي مورست من قبل الاغبياء الذين يملكون السلطة على نساء ورجال عاشوا ضمن اربعة جدران، التي وقفت شاهدة على الشراسة والجنون الذي جاء بعد 9/11. ويقول نعوم تشومسكي ان فيكتوريا كشفت عن السجل المخجل لبريطانيا بعد ان اصبحت غوانتانامو رمزا لكل ما جاء بعد الهجمات

 والكتاب في النهاية ليس مجرد حكايات، بل هو رواية عن التاريخ والأشباح التي لاحقت كل هؤلاء الذين عاشوها من افغانستان وفلسطين والعراق، فكل قصة في بريطانيا تتجادل مع الحاضر والماضي في تلك البلاد، وما يهم في النهاية ان كل قصة على الرغم من نهاياتها المحزنة او المفرحة تظل صورة عن الاصرار الانساني والانتصار على اليأس وهي حكاية عن اليقين والايمان.

 

ناقد فلسطيني من أسرة القدس العربي

Shadow Lives: The Forgotten Women of The War in TerrorBy: Victoria Brittain Pluto Press- 2013