يحاول الكاتب المصري في نصه المسرحي إشكالية الوجود واليقين والحلم والمعرفة والضوء والظلام في الكون والحياة في حوارات بين شخصيات المسرحية تحمل أبعادا رمزية تتمحور حول الخير والشر ولحظة الإشارق في تيه التجربة والدنيا.

الحلم

مسرحية من ثلاثة فصول

أيـمن القـــزاز

الفصل الأول
المسرح : شيخ يجلس أمام خيمته ساهما ينظر الى الحصباء يبدو شاردا يفكر  ، يقبل عليه فتى تبدو امارات الحزن بادية على  وجهه المسهد رغم مخايل القوة والفتوة البادية عليه

الفتى : هذا انا يا شيخي (في شيء من الحزن)

الشيخ :  ( ناظرا الى الارض امامه )  أعلم

الفتى : كيف الحال بك يا شيخى ؟

الشيخ : أوتسأل عن حالي ؟ أم تسألنى عن حالك ؟

الفتى: بل أسألك يا شيخى عن حالك كيف مقامك فى هذة الفلاة ؟

الشيخ : أما مقامي فأنت تعرفه وأما حالى فأماراته محفورة على وجهى ، ولكنك سألتني كي أسألك فتطارحنى بعض شجونك ، ياولدى أمثل هذا يخفى على من قاسمه الكون العمر المديد وصاحبته كل هذه السنون

الفتى : أجل ولكنه الخجل عماه من أن أبدو مهتما بأمرى منشغلا بهمى وحده ، الحق ياشيخى ان أمرك يحزننى كما أن أمرى يثقل على

الشيخ : هون عليك فما أردت معاتبة أو ملام

الفتى :  أعلم يا شيخى ولولا طيبة قلبك وحنوك ما جئتك زائرا

الشيخ : وما بال حلمك أجائك زائرا هو الاخر ؟

الفتى : ليس زائرا بل هو يقيم معى أينما أقمت ويرحل أينما رحلت لا أجد منه فكاكا ولا مهربا

الشيخ : وهو الان معك ؟

الفتى : أراه فى هذة الفلاة وتلك السحب، أراه فى عينى ناقتى وفى قسمات وجهك وخبيئة عينيك تلك

الشيخ : خبيئى عينى ؟ أو تخبئى عينى شيخ مثلى خبيئة غير وجع العجز والهرم

الفتى : أراك تخبئ وجع أمر أخر غير وجع العجز والهرم

الشيخ: وهو ما دعاك لتقصص عليك رؤياك

الفتى :  رأيت انك ترى ما لا أراه

انى ارى حلما أهمني معاودة رؤياه ولولا مصاحبته لي في حلى وترحالى وصحوى ومنامى ما التفت اليه

الشيخ : مقاطعا وانا نعته بالرؤيا

الفتى : أصبت نعته بالرؤيا لامر تعلمه ولا اعلمه تعرفه ولا أعرفه

الشيخ  : ولكنى ما نعته بالرؤيا الا لمعاودته المجئ اليك ومصاحبته لك وليس لخبيئة تخبئها عينى تلك الماكرتين

الفتى : يا شيخى طال عهدى بك وانست منك رقة وحنو منذ

الشيخ : منذ ان أتتك بك امك الى كى اهبك رقية تبعد عنك الجان واشباح تلك الفلاة

الفتى : وحين جئتك بدونها

الشيخ : ضممتك الى

الفتى : وأجهشت بالبكاء

الشيخ : أوترانى اليوم وقد قسوت عليك

الفتى : بل لاتأمنى على سرك

الشيخ : هذا الذى ينبئ عنه بريق عين ذابلة ؟ أو لم أعبر لك عن رؤياك أو حلمك الذى أضناك؟

الفتى: ما قلت لى غير الألغاز والاحاجى

الشيخ : ما قلت لك غير يقين يحجبه عنك ان زمانه لم يات بعد وحين يأتى زمانه تنكشف الحجب

الفتى : وتبدو حينها كلماتك وكأنها شموس ساطعة واضرب جبينى صارخا كيف لم أفهم معانيها وكيف فاتتنى مراميها

الشيخ : أصبت

الفتى : وما الذى جعلك تجزم ان ما قلته لى هو يقين لم يات زمانه بعد

الشيخ : عطية أعطينيها كر الليالى

الفتى : عطية كر الليالي !  وما تلك العطية ؟

الشيخ : رؤية ما فات ات

الفتى : " مقاطعا " ورؤية ما لم يأت وقد جاء

الشيخ : أن يبصر قلبك قبل عيناك

الفتى : وكيف يبصر قلبى قبل عيناى

الشيخ : هى عطية لايهبها كر الليالى الا لمن ارتضى مصاحبتها حتى يصير مثلى

الفتى : شيخ هرم وساعتها يبصر مالا يبصره الاخرون

الشيخ : وساعتها يحزن حين يفرح الفرحون ويبكى والناس يضحكون

الفتى : ولم

الشيخ :  أنسيت ؟ !  هو يبصر ما لايبصره الاخرون

الفتى : وما الذى يبصره فيجعله حزينا باكيا

الشيخ : لا يجيب

الفتى : أرأيت تلك قسوتك على

الشيخ : ما قسوت عليك  ، قصصت علي رؤياك وابنتها لك

الفتى : ولكنى لم أفهم ما تعنيه

الشيخ : مشكلتك وليست مشكلتى ورغم هذا قلت لك أنه حين يحين زمانها ستنكشف الحجب امام ناظريك وحينها

الفتى : وحينها اضع كلماتك جانبا ، وتبصرها عينى واقعة مجسدة

الشيخ : ولكن كلماتى

الفتى : مقاطعا ما أحوجنى أن أفهم واستريح اليوم وليس غدا

الشيخ : وحين تفهم اليوم او غدا اتراك تستريح ؟

الفتى : ممسكا برأسه كفى حديثا فقد اتعبتنى

الشيخ : (فى رقة) هى ايام تمر نعيشها وغدا

الفتى : نكون على الضفة الاخرى من النهر

الشيخ : صامتا

الفتى : أتراني استريح هنا او هناك اليوم او غدا ؟

الشيخ : سنبلغ الراحة حين نبلغها

الفتى : حين نبلغ اى شئ

الشيخ : حين نبلغها سنجد عندها الواحة والنهر

الفتى : " مهمهما " هى خبيئة عينيك

الشيخ : أضن أن اهتك سترها او ان اكشف عن وجهها الحجب

الفتى : هى فتاتك اذن

الشيخ : هى فتاتك أنت

الفتى : فتاتى هى التي تصاحبني في صحوي و تجئ لى فى حلمى ، حلمى الذى رجوتك ان تفسر لى غوامضه

الشيخ: فتاتك خبيئة عينى

الفتى : صامتا وكأنه لايفهم ويحاول الفهم

الشيخ: مغمضا عينيه يردد يا خالق الاكوان والظلمات والانوار هبنا عين اليقين

الفتى : هبنا خبيئتك ايها الاله

 

الفصل الثاني
يبدو على المسرح على هيئة حانة وجارية تنشد وترقص وسكارى يتمايلون

الفتى : هاتنى قدحا

غلام الحانة : تفضل

الفتى : محملقا فى غانية تخرج من وراء الستر

غلام الحانة : فاتنة هى ؟ !  " مخاطبا الفتى "

الفتى : فى وجوم هى هى

الغلام: هى من أتعرفها ؟

الفتى : هى هى ولكنى لا أعرفها

الغلام : انه القدح اذن

الفتى : وما شأنك أنت بى هاتنى قدحا آخر 

الغلام : تفضل

الفتى : ما اسمها

الغلام : مبتسما دنيا

الفتى : مرددا دنيا

الفتى : هل لى ان احادثها بعد ان تفرغ من الرقص والغناء

الغلام : هذا شانها كل يوم تجالس رواد الحانة وتسامرهم

الفتى : كلهم

 الغلام : من يدعوها فحسب تكون طوع أمره

الجارية : وقد فرغت من رقصها وغنائها والكل يدعوها ما عدا  الفتى ينظر اليها واجما

الجارية تتجه الى الفتى اتأذن لى بالجلوس

الفتى  : " واجما "  تفضلي

الجارية : ما لى اراك واجما غيرك يتألمون من اقترابي منك وعزوفى عنهم

الفتى : " محملقا فيها صامتا "

الجارية :  اصيرتك ملاحة وجهى صامتا لا تقدر على الحديث ؟

الفتى : لم ؟

الجارية : ضاحكة : لم لم ؟

الفتى : لم اتيت ؟

الجارية : اتيت كى ارقص واغنى

الفتى : لى

الجارية :  لك ولغيرك

الفتى : كل يوم تبتسمين لى وتغنين ذات اللحن ثم تمضين ولا اعلم الى اين تمضين

الجارية : أمضى الى بيتى ولكنى لم ابتسم لك ولم ارك من قبل

الفتى : بل كل يوم لقيا وكل ليلة موعد

الجارية : بينى وبينك

الفتى : أجل

الجارية : انت سكران

الفتى : انسيت حلمى

الجارية : حلمك ؟

الفتى : حلمى وحلمك

الجارية : او صار حلمك حلمى ؟

الفتى : منذ تلك الليلة التى رأيتنى وأنا فى فلاة أفتش عن لاشئ أصرخ ولا يخرج عنى الصوت ويكاد يقتلنى الظمأ

الجارية : " صامته "

الفتى : ثم رأيتهم نجوم السماء يتضاحكن ويتمايلن

الجارية : نجوم السماء تتضاحك

الفتى : لظمأى وحالى

الجارية : " وقد أخذ بمسامعها الحلم "  ثم ماذا بعد ؟

الفتى : ثم نهرتهن واغلظت لهن العتاب وقلت لهن انى لا أعرف وأعطيتنى كوبا من عسل ما أشهاه

الجارية : لا تعرف وما الذى لاتعرفه

الفتى : لا أعرف

الجارية : ثم ماذا حدث ؟

الفتى : ثم ......

الجارية مقاطعة الفتى : ولكن من اين اتيت انا وكيف لك ان تخاطب النجوم ؟

الفتى : كنت انت الشمس ثم وجدتنى اراك وانت تصيرين فتاة ما من فتاة أجمل او أحلى او أشهى منها

الجارية : " مبتسمة "  حقا

الفتى : ثم نزلت من عليائك ومعك قدح العسل

الجارية : " هازئة " قدح خمر ام عسل

الفتى : " جادا "  بل عسل

الجارية : وشربنا معا

الفتى : أراك تتذكرين

الجارية : حلمك

الفتى : حلمى وحلمك

الجارية : كلهم يقولون أنهم رأونى من قبل فى سمرقند أو قندهار

الفتى : هم يكذبون ولكنى

الجارية : ولكنك رأيتنى فى حلم

الفتى  : حلمى عين اليقين

الجارية : وما اليقين

الفتى : هذا ما ابحث عنه

الجارية : فى الحلم

الفتى : فى الحلم

الجارية : جدى كان من العارفين بــــ

الفتى : مقاطعا وتصيرين غانية فى حانة

الجارية : وأين أكون غانية الا فى حانة

الفتى : ولم تكونين فى الاصل غانية ؟

الجارية : لا أعرف

الفتى : جدك من العارفين وانت لاتعرفين

غلام الحانة يبدو كمن ينصت لحديثهم ويقاطعهم قائلا :  هى حويراء صغيرة لاتدرى

الفتى : وماشأنك

الغلام : " يسأل الفتى " تبحث عن اليقين ؟

الفتى : ولا أجده

الغلام :  " يبدو كمن يصلى ويتعبد للفتاة " اليقين فى عينى هذة الحويراء فى جسدها هذا النابض بوهج الحياة فى هذة  العيون التى يعكف فى محرابها العابدون هذا هو اليقين عينه

الفتى معرضا عن الغلام بوجهه ومخاطبا الجارية : دعك منه تلك بضاعته وهذا عمله يظن ان اليقين فى الطين وهو لايدرى انه .فى....(ويصمت كمن لا يعرف)

الجارية : فى ؟ أين ؟

الفتى : لا أدرى

الجارية : انت ايضا لا تدرى كلنا لا ندرى ولا نعرف

الفتى :  ولكن جدك انت كان من العارفين

الجارية : (تبدو وكأنها تستعرض مفتن جسدها) و انا جارية  حسناء

الفتى : تحسنين الرقص والغناء (يقولها متحسرا) وجدك ؟

الجارية : جدى كان لا يحسن الغناء وانا أحسنه

الفتى : وقد أعجبنى ما انشديه منذ قليل

الجارية : أعجبك صوتى ؟

الفتى : صوتك رائع ولكن ما انشدتيه كان اكثر من رائع ، من علمك هذة الكلمات ؟

الجارية : لا أعرف وجدتنى منذ صغرى وانا انشدها وكأنها كانت معى منذ ولادتى

الفتى : أو كأن هاتفا من السماء ألقاها فى روعك كما ألقاه فى روعى

الجارية : كما رايتنى من قبل

الفتى : بل كنت اترنم به منذ ان وعيت على هذى الارض

الجارية : وانت ايضا لاتعرف من علمك اياها

الفتى : ما أظنه أن هاتفا من السماء ألقاه فى روعى

الجارية : وحلمك هاتفا من السماء اتى به ؟

الفتى : ربما .... ربما أسأل شيخى حين ألقاه

الجارية : أو لك شيخاً

الفتى : شيخ حكيم يعيش فى فلاة يصلى هانئا للإله "الهى هبنا عين اليقين"

الجارية :  هو ايضا يبحث عن اليقين

الفتى : هو يعرف اليقين ويطلبه

الجارية : وانت لا تعرف اليقين وتطلبه

الفتى : انا وانت

الجارية : لا يشغلك أمري ولكن أخبرنى كيف تطلب ما لا تعرفه ؟

الفتى : أطلبه حتى أعرفه

الجارية : ما أفهم اليوم عنك شيئا

الفتى : وغير اليوم ؟

الجارية : أتصدقنى  ما جئتك دون سواك  إلا لأنى شعرت انى لقيتك قبل اليوم

الفتى : أين ؟

الجارية : لا أدرى

الفتى : بل رأيت ذات الحلم

الجارية : أجل

الفتى : وكنت تخفين الامر

الجارية : خوفا

الفتى : مم ؟

الجارية تصمت ولاتجيب

الفتى : او ترحلين معى

الجارية : الى اين

الفتى : الى عين اليقين

الجارية : واين هو ؟

الفتى : ظنى أنه معنا

الجارية : ولم نرحل وظنك انه معنا ؟

الفتى : يصمت والجارية تصمت

وصمت يخيم على الحانة وظلام يحجب السكارى ويبقى الفتى والجارية  وعيونهم شاخصة باحثة عن لا شئ

"يقاطع  حوار الفتى والجارية صخب الشاربون السكارى فى الحانة "  ألا تحسن غير الكلام ؟  او لا تعرف غير الهمسات ؟ اين يديك فلتتحسس هذا الجسد الجميل ياله من أبله "

 

الفصل الثالث
المسرح : صحراء مظلمة وأشباح أناس آتون من بعيد يقتربون من خيمة (شيخنا) والشيخ وحده فى هذة الفلاة عنده الضياء ، والقمر بادى فى الصحراء لا ينير غير هذه الخيمة وماحولها مظلم ، والناس يدورون فى الظلمة وفتانا والجارية وحدهم من يعرفون الطريق ويتجهون ناحية الخيمة

الفتى : هبنا من ضيائك يا شيخنا

الشيخ : دونك القمر

الفتى : ولكنه لاينير غير خيمتك

الشيخ: فلتجلس اذن فى خيمتى

الفتى : نريد الضياء فى كل الصحراء

الشيخ : ليس من شأنى ولا من طاقتى

الفتى : ولم آثرك القمر وحدك بالضياء ؟

الشيخ : فلتسأله

الفتى : أسأل من ؟

الشيخ : تسأل القمر

الفتى : أيجيب القمر ؟

الشيخ : فلتجرب

الفتى : أجرب ماذا ؟

الشيخ : جرب أن تكلم "واهب" الضياء

الفتى : (يبدو عليه أمارات العجب والدهش) أو تعنى أنه

الشيخ : مقاطعا هو عين ما أعنيه

الفتى : أتراه يجيبنى

الشيخ : جرب

الفتى : أيها القمر ياواهب الضياء يا من تدور فى فلكه نجوم السماء يا من يتغنى به العاشقون يا من يهتدى بك الحائرون فى فيافيهم ويا من تغمض عيون الهيام  سكرا بضيائك يا واهب الضياء وهبت ضيائك للشيخ وحده وما جاوز نورك خيمته وحده يا واهب الضياء لم آثرته دوننا ونحن مثله هيام  بضيائك يا واهب الضياء أجبنا – يا واهب الضياء لاتتركنا

القمر : " يسمع صوت رخيم يبدو كأنه يأتى من جوف بئر عميق يحمل الرهبة "

 "ضيائي له وحده"

الفتى : "فى ذل" لم ؟

القمر : هو وحده يعرفنى

الفتى : كلنا عرفناك وأحببناك

القمر : ما عرفتمونى وما أحببتمونى

الفتى : كيف وقد رأيناك

القمر : رأيتموني وما عرفتموني وأحببتم نورى وما أحببتمونى

الشيخ : يأيها القمر الجميل هم رأوا ضيائك وأحبوه ولو عرفوك لعشقوك هم عيال لايعرفون هبهم نورك فيعرفون

القمر : دونهم الضياء ينير خيمتك هى رحبى لمن يعرفنى ويحبنى 

الفتى : كلنا نحبك

القمر : دونك الخيمة اذن وشيخها الطيب الحانى

الفتى : وما بال بقية الفلاة نريد أن نجوس فيها ، أو تظل مظلمة ؟

القمر : ضوئى للشيخ وخيمته

الفتى : وحده

القمر : له ولمن جاءه عارفا ومحبا

الفتى : وبقية دنيانا

القمر : لن أهبها ضوئى مالم تأتى لشيخى

الفتى : بينه وبين الشيخ فيافى

القمر : يقطعونها ويأتوه

الفتى : يمشون فى الظلمة

القمر : كى يأتوا للنور

الفتى : يظمأ كى يروى ويمشى فى الظلمة كى يوهب له الضياء

القمر : على قدر ما كابد  أهب له الضياء

الفتى : هو الثمن اذن

القمر : يمنع فيمنح ويكابد فيرتاح

الفتى : "مخاطباً الشيخ" هى خبيئتك اذن

الشيخ : هائما مع الصوت ولا يجيب

الفتى : يهز الشيخ برفق شيخى شيخى

الشيخ : منتبها ها ها خبيئتى

الفتى : نعم سرك الذى اخفيته عنى

الشيخ  : ما أخفيت عنك شيء

الفتى : بل اخفيت عنى كل شئ

الجارية : دعك مما تقول أتذكر حلمى

الفتى : الان صار حلمك نعم ما فارقنى حلمى وحلمك

الجارية : ألم يتكشف لك الامر بعد ؟

الفتى : أى أمر ؟

الجارية : أمر الحلم

الفتى : وما الذى تكشف لك ؟

الجارية : ألم ترنى قمر يسقيك قدحا من

الفتى : مقاطعا من عسل  وقد رأيتك تصيرين أمامى جارية ما أبصرت اشهى ولا أجمل منها

الشيخ : هو قص على حلمه وقد كشفت له عن معناه

الفتى : ما كشفت لى عن شئ

الشيخ : بل قلت لك ......

الفتى مقاطعا : ما قلت لى غير الهذر

الشيخ : ما عهدتك بهذة القسوة

الفتى : ما عهدتنى غير حالم لا يدرى من امره شيئا

الجارية : بل تدرى كل الامر

الشيخ  : ألم تصل معى للإله

الفتى : وكأنه يتذكر نعم

الجارية : وكنت تردد هبنا خبيئتك أيها الاله

الفتى : وكيف عرفت بأمر صلاتى ؟

الشيخ : ألم تكن هى شمسا ؟

الجارية : وكنت عليه حانية

الشيخ : كعهدى به دوما

الفتى : شيخى عهدتك رؤوفا فلتغفر لى ما بدر منى

الشيخ : ما  أنا بغافر

الفتى : لم ؟

الشيخ : ما غضبت منك كى أغفر لك

الفتى : يقبل يد الشيخ والشيخ يضع يده على رأس الفتى

الجارية : أراه  لم يعرف بعد

الشيخ : هو يرى

الفتى : ما أرى وما أفهم عنكما اليوم شيئا

الشيخ : ألم تكن تبحث عن اليقين ؟

الجارية : وقد أضناك البحث عنه

الفتى : وكنت مثلى تودين لو يتكشف لك اليقين

الشيخ : وقد تكشف لكما

الفتى : قلت لكما انى لا افهم اليوم عنكما شيئا

الجارية : ألم تره وتحادثه  ؟

الفتى : من ؟

الشيخ : القمر

الفتى : اليقين الذى اضنانى البحث عنه

الجارية : هو

الفتى : وكيف يكون هو

الشيخ : الم تحادثه ويحادثك ؟

الفتى : ما قال لي إلا أن ان ألازم خيمتك فعندها الضياء

الجارية : ها قد قال لك كل شئ

الفتى : وانت ايضا تفهمين . وحدى انا لا أفهم

الشيخ : بل تعرف

الفتى : أعرف أنى لا أعرف

الشيخ : وهو عين المعرفة

الفتى : بل شطر المعرفة

الجارية : ألم أكن شمسا واعطيتك قدحا من عسل ؟

الشيخ : وكانت كل الدنيا مظلمة عدا خيمتى

الفتى : ما جاوزها الضياء

الجارية : ها قد فهمت

الفتى : اتعنين الضياء

الشيخ : هو عين اليقين

الجارية : نور السماء والارض

الفتى : هذا ما ابحث عنه

الشيخ  : وأضناك الترحال ورائه

الفتى : كان ظنى انه معى يلازمنى ولا يفارقنى ولكن أخبرنى شيخى لم لا يجاوز الضياء خيمتك؟

الشيخ : ما جاوز الضياء خيمتى وما فارق قلبك هو معنا ما دمنا معه

الجارية : ومعى ؟

الشيخ : معك ومعها ومع كل من راوده الحلم وصلى للاله

الفتى : ولم راودنى انا ذاك الحلم ؟

الشيخ : كنت مهموما بالبحث عنه

الجارية : وكنت انا ايضا

الفتى : من كان مهموما به اتاه

الشيخ : راوده فى حلم او أتاه فى يقظه

الفتى : بل يراه صرخة وليد أتته الحياة

الشيخ : وفى إغماضة عين فارقتها الحياة

الجارية : فى ضياء قمر ونور شمس نراه

الشيخ : وفى ظلمة ليل ونور نهار

الشيخ والفتى والجارية فى صوت واحد وخلفهم جموع الناس يرددون :

"هو النور واليقين هو الاله"

"هو الخالق واهب الحياة "

ويسدل الستار

مع ازدياد ضوء القمر حتى يصير المسرح كله مضاءاً اضاءة تخفى جموع الناس والشيخ والفتى والجارية من شدة ضوء القمر

 

يونيو 2014