ربما الصورة أقرب الى هاته التي يرسمها الشاعر العراقي المرموق، في ظل هذا التيه المستمر ووطن لا زالت ملامحه لم تتحدد بعد، في صورة تقريبية مشبعة بالانكسار والخيبة يشكل الشاعر في قصيدة قصيرة مشبعة بروح تربة النخيل بعضا من "غياب" الوطن ونشدانا جارفا لأفق يحرر هذه الصورة من العدم..

السائحُ الصائمُ صمتاً

عـدنـان الظـاهـر

أصداءُ خليطِ الذكرى

مرّتْ ... مرّتْ ... حقّا ؟

صوتٌ باكٍ يترآى أشباحا

لا يسهرُ لا يصحو

لا يُخطئُ ميقاتا

ينضُجُ كالحبّةِ في جُبَّةِ سيقانِ القمحِ

يتجولُ غَرباً شَرقاً غَصبا

بين التسفيرِ وقضبانِ التهجيرِ القسري

ينفثُ في مزمارٍ نارا   

يحرقُ فيها جِلداً مُصفرَّاً تعبانا  

يُفرطُ في سُكرِ ذؤاباتِ نؤاساتِ الليلِ  

يسهرُ حتّى بعدَ سقوطِ الشُرفةِ في بُرجِ النجمِ

أقوامٌ سَكَرتْ نوما

أُخرى نامتْ سُكرا

 شرِبتْ ومَحتْ أختامَ شِفاهِ السُكرِ

رَكِبتْ موجَ المِحنةِ في سطحِ الغضبِ البحري    

مُدنٌ قامتْ

مُدنٌ سقطتْ تسحبُ أخرى

خَطرٌ يتربصُّ خلفَ وصيدِ البيبانِ   

الحالةُ نقّالةُ إسعافٍ

عُمّالُ التنظيفِ يسدّون المقهى فَجْرا

شُرَطٌ تكتبُ تقريراً سريّا

لا حُصنَ لجذعِ النخلةِ في تُربةِ أهلِ النخلِ.  

 

آب ـ أيلول 2014

شاعر من العراق