في ميلاد شاعر ميلاد لحياة جديدة ولأفق جديد، وحين تربط الشاعرة المصرية ميلاده بانبثاق هذا المعنى فإنها ترى في رحم الشعر انعتاق نحو وجود آسر يحملها الى رحابة وفسحة الكتابة كي يتحول لبداية مسار إبداعي تشكله اليوم من خلال قصائدها.

في ميلاد الشاعر

أميـرة الوصيف

أقفُ أنا فى حضرة ميلادك : جامدة !

أنسى لغتي الأم،

وأتوسل الكلمات أن تأتى فلا تأتي.

ماذا علي أن أقول ؟

لا أعرف .

فى هذا العيد،

أبدو حائره

أمسح جبيني بماء قصائدك

و أتساءل :

كيف لي أن أقول ألف أحبك فى عبارة واحدة ؟!

كيف لي أن أنظم قصيدة ذهبية

أو أن أدون رسالة حالمه ؛ تطير اليك راقصة؟

فى هذا العيد،

تلمع شوارعنا من فرط الحنين اليك

بعينى رأيتها ؛

تُصافح الماره فى أمومه

و تُغازل الأغصان الخريفية

نعم أحب الخريف،

أشذ عن قاعدة مَن يعتبرونه هائجاً متمرداً

لا يتغنى سوى بمقطع محمود درويش "لا شىء يُعجبني "

وكيف لا أقفز من مقعدي

و لا أُصفق بحرارة لمجىء فصل مولدك المقدس

يمكننى تخيل المشهد ببساطة

ولن أحملك على الملل والتثاؤب الآن

أريدك فقط أن تبقى بين كلماتى لبعض الوقت

 

الأرض كما هي برصانتها العاقلة،

ويزيد عليها دلال أقدام مَن يرغبون في رؤية المولود  – في رؤيتك -

على الدَرج؛ يقفز طوق ياسمين

يُريد أن يصل لمولود الدنيا الجديد

و ضحكة خفيفة كتمتها السماء

بعد أن أسمعها النخيل أظرف النكات

 

وثياب خضراء أنيقة ؛ ترتديها الأراضي

تأسياً بعينيك  

وظلال فجر فى عين سيدات البلدة

و أنامل مطر؛ تتردد أتطرق نافذة غرفتك الآن أم غداً ؟

والآن .. الآن أنت تخرج الى العالم

ضحكة الشمس تبدو واضحة ..

مسموعة ..

جلية

وقطرة غيث سعيدة ؛ تُريد أن تلهو معك

و قمرك .. قمرك؛

يُرسل الأضواء الساهره اليك

الى تلك النفس الطاهره التى يغار منها الذهب

لا آلام اليوم

و لا شرعية لدقات الساعة الساذجة

و لا عتمة تغمر القلب الحي

اليوم .. يوم ميلادك

و أنت الآن تُطلق صوتك فى الفضاء

و أما عن ذرات الهواء

فهي تلك الجالسة فى تأنق

وتُنصِت الى غناءك الطفولي بإجلالِ واكبار

 

عينان مفتوحتان فى براءه

و روح ماسية تترنم بتسابيح كونها

وسرور خفي ينتشر فى روح أخرى عرفتك قبل أن تعرفك !

وبسمة نور ؛ تًلهم الشعراء

وتستحم بماء العطر

 

أرأيت ؟

هل عرفت كيف أنار وجهك عالمنا؟

هل شاهدتنى و أنا أستنجد بالوقت

كي لا يسمح ليوم ميلادك بالمرور

هل تحسست بيديك خدي المُبَلل

ببركات يوم ميلادك ؟

 

أرأيت كيف كان يوم ميلادك

ميلاداً لي ؟