قرأت العدد الماضي من الآدب

(تعقيب على مقالة الشعر والموت لنازك الملائكة)

روز غريب

تعالج الشاعرة موضوعاً يتصل بهوايتها وبمطالعاتها الواسعة. فتذكر أربعة من الشعراء ماتوا في سن الشباب وظهر في شعرهم ولع بذكر الموت وتشوّق إليه. ثم تحاول أن تبين ببراهين مقتبسة من شعرهم، أو من طريقة التفكير العلمي أن الاسراف في الانفعال عند هؤلاء الشعراء أدى بهم إلى خاتمة مبكرة، وأن شغفهم بموضوع الموت يتضمن إدراكاً باطنياً سابقاً لهذه الخاتمة، لأنهم لاحظوا "انعدام التوازن بين المبذول من طاقتهم العاطفية والرصيد الكامل منها في كل حياة إنسانية".
وتلاحظ الآنسة في نهاية المقال أن رأيها ربما كان محض جولة في جهة من جهات التعليل الأدبي، تحتاج إلى أن يعاد فيها النظر، لأن الموضوع شائك متشعب، يتصل بالسيكولوجيا من ناحية: ظاهرة الإحساس بالشيء قبل وقوعه، وبفلسفة الفن من ناحية أخرى، لأنه يعيد إلى الذهن آراء الباحثين الذين يفصلون بين عملية التأثر وعملية الخلق، وأولئك الذين يثبتون أن الفن مصرف للانفعالات ومتنفس يقي صاحبه شر الاحتراق والذوبان العاطفي.
ومهما يكن من أمر، وإذا كان الانفعال والهوى ضرورة سابقة للإنتاج الفني، فليس الاسراف فيهما ضرورة. كما أن تأثير الأهواء في نفوس النوابغ وأجسامهم يختلف باختلاف الأمزجة والظروف. ولا يعدم التاريخ أسماء شعراء جمعوا بين عظمة الإنتاج وطول العمر ولنذكر منهم هوغو وغوته ودانونزيو شاعر ايطاليا الثائر.
الآداب، س2، ع8، بيروت، آب 1954
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

i هذا المقاال خاص بنقد الشعر.
محاضرة ألقيت في قاعة الاتحاد النسائي العراقي خلال أسبوع المطالبة بحقوق المرأة السياسية.
iii نص المحاضرة التي ألقتها الآنسة نازك الملائكة في بيروت مساء السبت 10/ 4/ 54 بدعوة من هيئة   المحاضرات العامة لجمعية المقاصد الإسلامية في بيروت، من سلسلة "نحو عالم عربي أفضل".
iv مقطع ممحي في نص العدد الذي تم نقل نص الملائكة منه.
v حديث أذيع من محطة لندن.
vi صاحب مجلة "لقلم الجديد".
Grinzig vii هي حي شهير في فينا تكثر به حانات الهويرغر المشهورة Heuriger.
Heuriger viii تعني السنة الأخيرة وهم يكنون بالكمة عن عبارة خمرة السنة الأخيرة Heuriger Vein يسهرون بها، يشربون الخمرة الجديدة ويغنون رجالاً ونساءً.
ix الأعداد 538، 539، 540، السنة الحادية عشرة، الصادرة في سنة 1943.
x من مقال للأستاذ العقاد بعنوان "في الشعر العربي" نشر في مجلة الرسالة المصرية العدد 541، السنة الحادية عشرة، الصادر في 15 نوفمبر سنة 1943. ولقد بحثت طويلاً لأجد قصيدة الزهاوي في المؤيد إلا أنني لم أعثر على مجموعات المؤيد كلها، فأرجو ممن يعثر عليها أن يظهرها.
xi العدد 541، السنة الحادية عشرة، الصادر في سنة 1943.