لحظة إنسانية وصفاء تصيغه الشاعرة المصرية بعناية، لا ترتقه ولا تعيد ترتيبه فقط، بل تشكله لغويا صورة صورة، وأبعد من تقنية الكولاج.. هنا لحظة إنسانية كثيفة الصياغة والأحاسيس، وتومئ لهذا الخذر الذي يسكن الروح والجسد ويمتد الى لحظة تتحرر فيها الذوات من كل شيء لتصبح أقرب الى صفاء الشعر ومنبعه.

كولاج

ديمة محمود

 

سأعدُّ قهوتنا من ريش الغربان

لتكون حالكةً بما يكفي لظلام الغرفة

قد نلطخ بها جسدينا بلا هوادة

حتى لا نبغي فكاكاً

أو أتخذها تعويذةً كي لا يأتي النهار

سأجرّبها كأحمر شفاهٍ أطبعه على شفتيك

ثم نحتفظ بنسخٍ غير قليلة لشفاهنا على المرآة

سأرسم شجرةً في الحائط المقابل للنافذة

وبأطراف أصابعي سأسحب أغصانها

لنلهو ونتأرجح معاً

وإن كان لابد لها أن تثمر

فسأختبئ في صدرك

كجنين أتهجى الأبجدية

وبعد عشرين عاماً منّا

سآخذ من كل صنعةٍ جزءاً وأصرْهن إليك

لتدعوني فآتيك سعيا

سأخمّرها بزبيبٍ لتكون أشهى لأنفاس حجَرك

حينما تخاطب الملائكة

أن تفرش أجنحتها في السقف وتنام

بينما نقيم ظلمتَنا بمولويةٍ رخيمة

لن يكون غريباً أن أجعلها لوناً لشعري

وأجنبها خصلة البياض التي تشعلك

سأعتقها لنشرب معاً نخب لذتنا

ونحن نسقط السماء كريشٍ لجسدينا

ثم نطير.