يكتب الشاعر المغربي عن ظلال عزلة الشاعر اليوم، في لحظة يظل يخط فيها بعضا من لحظات تصبح فيها المسافة مع العالم بعيدة، وحينها يكتب الشاعر فقط عزلته الخاصة ووجع اللحظة وهو يرقب صور الذاكرة وحالات اللاترقب التي تعبر بين يديه.. في النهاية لا أحد يرقب اللحظة والشاعر مركون لقدره التراجيدي.

بروفة رجل الشارع

بن اموينة عبد اللطيف


كانت أمي تقول دائما،
الصيف مجرد مزحة عابرة،
الأوجاع تنمو في، الخريف،
وتحبو على رجليها
في الشتاء


الجسد القديم جدا. الجسد المريض. الجسد الذي شاخ. الجسد الذي مات.
أتركه فوق السرير الخائف. دعه قليلا في الغرفة المعتمة الباردة

قرب الشمس وراء الليل والنهار.
وأهرع الى الشرفة الشاردة في صحراء الظلال.
حيث الغيوم الجريحة.
والأيادي الآثمة.
والغبار والمقابر والمآذن والقرى الصابرة البعيدة..
الجسد الوديع.
الجسد الظليل.
والأنين المنبعث من حرائق الطفولة.
وأعوام الشتاءات البيضاء.

 

أنا رجل انطوائي
أيامي ألقيت بها فوق الأشجار
وغرفتي مليئة بالعصافير
والكلمات الضوئية
أنا رجل كئيب
وتقريبا بلا أحفاد ثقيلة
وجدت نفسي هنا وحيدا
في شارع فارغ
غادرته جنازة للتو

أحفر في جدار السنوات
ولا أطمع في شيء
متعتي أنني أحفر
أحفر

وأتعب،


ثم أنسى كل شيء

 

أحلم بأنهار تصب في رأسي
وتمضي عذراء نحو العدم
كل ليلة
أحلم بالغيوم
وأفلت من قبضة القتلة


أحلم ببيت بعيد
و بتلك السفن الضخمة البعيدة
وهي ترسو قرب فنجاني
ثم يخرج منها أطفال مزركشون
وامرأة كانت تبتسم
قبل مائة عام
وراء الشمس...

 

شاعر من المغرب