عن وجع الذاكرة والمنفى والاغتراب، عن التماعات الزمن العابر بين التباسات الراهن، عن الوقت ومفارقاته والذات القلقة يكتب الروائي، أبعد من ظلال تعبر متخيل المبدع، بل أثرها لحظة الكتابة وهي تحلحل حالة الصمت حيث تبدو التفاصيل قريبة الى اليومي والى وجع القول المضمر في دواخل هذه الذات التي تتمسك بالتحليق في الأعالي.

خيالٌ مجنحٌ

سلام إبراهيم

 

أقومُ مثل ديكِ الصباح

أصخبُ في الرقص والصراخ

أهبطُ من شرفتي

إلى جارتنا الصبية

المضطرمةِ مع صحبتها وإيقاع الهيب هاب

انطلقُ من الشرفة

نحو النجوم

أصرخ فيها

أنا العاشقُ المجنون

أحلقُ في سماء السوناتا

وأحلم

أتخيل ما كتبته في أخر رواية

وأبتهج

كأنني ذاك الصبي

الذي حممته زوجة كاتب المدرسة

في ذاك الزمن الغابر

أنهض..

أرقص..

أبتهج..

مثلما كنتُ أفعل

وحدي قبل عشرين عاماً

والكل نيّام

زوجتي

وأولادي

لكن

ليس بوسعي الآن

أجلسُ عاجزاً

أحملقُ بنافذةِ المنفى السوداء

غير قادرٍ على الرقصِ

بعد

الكأس السابع

لو كان بوســ...

لكن ليس ثمة وسعٌ

أكاد أعبر الثالث والستين

ليس ثمة

إلا

هذا الخيالُ المجنحُ

أسعد به

وأحاول تجسيده بالحروف

أهبُّ

في مكاني

مثل

مُ

حَ

نَ

طٍ

يبتسم للحظتهِ الأخيرةِ

مثلَ

طائرٍ لا تحدهُ سماء

هو .. هو الذي يلوح في المرآة

ولا يشبه حياتي..

 

27-8-2018

الدنمارك