شجرة وارفة من النقد المغربي والعربي تترجل بعد معاناة طويلة مع المرض، الناقد والكاتب والمترجم الكبير بشير القمري والذي خلف إرثا أدبيا باذخا تركت وفاته أسى وحزنا في نفوس محبيه والكثير من طلبته وقرائه، الراحل الذي عرف عنه حضوره الوازن والدائم في اللقاءات والندوات والمؤتمرات والملتقيات الفكرية والثقافية والنقدية استطاع أن يزاوج في كتاباته بين النقد والإبداع والسينما والتشكيل والمسرح والترجمة.

رحيل الناقد المغربي بشير القمري

 

أكد اتحاد كتاب المغرب أن رحيل "الكاتب الكبير والباحث القدير"، بشير القمري، الذي وافته المنية الشهر الماضي بالرباط، بعد معاناة مع المرض، يشكل "خسارة كبيرة للثقافة والإبداع بالمغرب وبالعالم العربي". وجاء في نعي اتحاد كتاب المغرب لبشير القمري، أن الراحل كان "أحد الوجوه البارزة في مشهدنا الثقافي المغربي المعاصر، بما كان له من حضور كبير ووازن في الساحة الثقافية والأكاديمية والنقدية والإبداعية المغربية، وبما عرف عنه من موسوعية وحضور لافت وإسهام نوعي في المحافل والمناسبات الثقافية والنقدية والأدبية والسينمائية والتشكيلية، وله أياد بيضاء عليها مجتمعة".. وأضاف اتحاد كتاب المغرب أن الراحل عرف بكونه ظل محبا للأدب منذ طفولته، بمثل ما جرب التمثيل المسرحي منذ المرحلة الإعدادية، فمثل مسرحيات من إبداع شقيقه الشاعر الحسين القمري، كما عرف داخل الاتحاد "بحيويته المعهودة وبتفانيه المشهود له به في خدمة هذه المنظمة، وغيرها من المنظمات والجمعيات الثقافية والفنية ببلادنا".

كما كان الراحل، يضيف الاتحاد، قارئا كبيرا للأدب المغربي والعربي والعالمي، يقرأ باللغات العربية والفرنسية والإسبانية، وظل كذلك إلى أن أدخله المرض في غيبوبته الطويلة.  وولد بشير القمري في 10 يناير سنة 1951 بالناظور، وهو حاصل على دكتوراه السلك الثالث، سنة 1987. واشتغل الراحل أستاذا جامعيا بكلية الآداب بكل من القنيطرة والرباط، وانضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976، فتقلد مهام في مكتبه المركزي، لفترات مختلفة. 

ويتوزع إنتاج الكاتب الراحل بين كتابة المقالة، والنقد الأدبي، والنقد السينمائي، والكتابة القصصية والمسرحية والروائية والترجمة. ومن مؤلفاته العديدة كتابه النقدي المرجعي الهام "شعرية النص الروائي"، وكتاب "دراسات"، وكتاب "مجازات: دراسات في الإبداع العربي المعاصر"، ومجموعته القصصية "المحارب والأسلحة"، وروايته "سر البهلوان"، فضلا عن بعض مسرحياته ونصوصه المفتوحة.

بأسى وتأثر تلقى الوسط الثقافي المغربي أول من أمس، خبر رحيل الأديب والروائي والناقد بشير القمري، بعد صراع مع المرض، وذلك عن سن يناهز 70 عاما. وقد نعت وزارة الثقافة والشباب والرياضة القمري، مشيرة إلى أنه «برحيله تفقد الساحة الثقافية واحدا ممن ساهموا في حركتها الأدبية والفنية عبر الإنتاج الروائي والقصصي والمسرحي والنقد الأدبي والسينمائي والترجمة، مع حضور تفاعلي في جهود التنمية الثقافية عبر اللقاءات والندوات والمحاضرات، وغيرها".

وبدوره، نعى اتحاد كتاب المغرب الراحل، مشيرا إلى قيمته ككاتب كبير وباحث قدير. كما أشار بيان النعي إلى أن الراحل ظل محبا للأدب منذ طفولته، بمثل ما جرب التمثيل المسرحي منذ المرحلة الإعدادية، فمثل مسرحيات من إبداع شقيقه الشاعر الحسين القمري، علاوة على أنه أحد الوجوه البارزة في المشهد الثقافي المغربي المعاصر، وكان له من حضور كبير في الساحة الثقافية والأكاديمية والنقدية والإبداعية المغربية، وبما عرف عنه من موسوعية وحضور لافت وإسهام نوعي في المحافل والمناسبات الثقافية والنقدية والأدبية والسينمائية والتشكيلية. كما أشار بيان النعي إلى أن الراحل كان قارئا كبيرا للأدب المغربي والعربي والعالمي، ويقرأ باللغات العربية والفرنسية والإسبانية.

وأجمعت ردود الفعل التي عبر عنها عدد كبير من الكتاب ومن معارف الراحل على أن وفاة القمري خسارة كبرى للمشهد الثقافي المغربي، وأن المشهد الثقافي فقد برحيله أحد علاماته المضيئة في النقد الأدبي، إلى جانب كتاباته التي توزعت بين الأدب والنقد والسينما والمسرح.

ومما كتب المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري عن الراحل أنه «كان صوتا إبداعيا مدويا في برية الخلق. أديب يكتب بلغة لا يفهمها إلا من اكتسب ثقافة رصينة ومعرفة عميقة. رجل يبدو صارما في كلامه ونظراته لكن قلبه كان يشع بالليونة والمحبة». فيما كتب الكاتب عبد العزيز الراشدي: «رحم الله الأستاذ بشير القمري. احتفظ له بذكريات طيبة خلال لقاءاتنا التي تمت، غالبا، بين مقاهي الرباط والمسرح الوطني أو في مقر اتحاد كتاب المغرب أو في معرض الكتاب بالبيضاء. ومن حسن حظي أنني كنت أحدثه في كل مرة عن القيمة الفكرية والأدبية لما يكتب، لأن التعبير عن التقدير والاحترام ضروري ومناسب خلال حياة الإنسان قبل أن يتوفاه الله. كان الراحل يجسد تجربة خاصةً في التعامل مع المناهج والمتون، وكانت محاضراته ومداخلاته، وحتى نقاشاته العابرة مغرية وعميقة وصالحة للنشر دون تنقيح. في مرآة الوقت أراه واقفا بجسده الرياضي المستقيم قبل سنوات طويلة في المسرح الملكي بمراكش، ثم أقلب الصفحة فأراه بعدها وهو يتكئ على عكازه فيبتسم ويعانق. وفي مسيرة الحياة التي أنهكته، وستنهكنا جميعا، لم يشخ فكره الذي بقي وفيا لعهود الكتابة وأسئلة الثقافة المغربية التي تحرق الأصابع"..
ويعد الراحل من أهم كتاب المغرب، المشهود لهم بالقيمة الأكاديمية. وسبق للناقد نجيب العوفي، أن رسم له ما يشبه «البروفايل»، متحدثا عن «ناقد أدبي من عيار ثقيل، وناقد سينمائي من مؤسسي وبناة النقد السينمائي المغربي، وكاتب قصة قصيرة مجدد وعلى بينة من قواعد الصنعة القصصية، وكاتب رواية حاذق، متى استطاع إليها سبيلا، في زحمة انشغالاته وأنشطته الثقافية المتعددة»، مشيرا إلى أنه ينتمي إلى جيل الثمانينيات، ويصنف مع سعيد يقطين وحسن بحراوي ومحمد أقضاض وعبد الله رشيق وأسماء أخرى، كمجددين وداعمين للخطاب النقدي المغربي – الحداثي، بعد جيل السبعينيات، حيث جاء القمري وصحبه، يضيف العوفي، في غمرة الحماس للنقد البنيوي – الشكلاني والانبهار بنصوصه وعلاماته. كما تحدث العوفي عن القمري «كمثقف مغربي – عربي مسكون بكوابيس عصره، ومشحون غيظا وحنقا على عصره وأناس عصره".

ويتوزع إنتاج القمري بين كتابة المقالة والنقد الأدبي والنقد السينمائي والكتابة القصصية والمسرحية والروائية والترجمة. ومن مؤلفاته، كتابه النقدي المرجعي المهم «شعرية النص الروائي»، وكتاب «دراسات في الإبداع العربي المعاصر»، وكتاب «مجازات: دراسات في الإبداع العربي المعاصر»، ومجموعته القصصية «المحارب والأسلحة»، وروايته «سر البهلوان»، فضلا عن بعض مسرحياته من قبيل (رجعة ليلى العامرية)، إلى جانب عدد من نصوصه المفتوحة، من قبيل «حفريات المدن".

وقد ولد القمري في 1951 بالناظور (شمال المغرب) وهو حاصل على الباكالوريا (الثانوية العامة) في الآداب العربية عام 1968، والإجازة في الأدب العربي عام 1975، وشهادة الدروس الجامعية العليا عام 1982، ودكتوراه السلك الثالث عام 1987، ليشتغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب بكل من القنيطرة والرباط. وانضم الراحل إلى اتحاد كتاب المغرب في 1976، وأصبح عضوا للمكتب المركزي لهذه المؤسسة لعدة فترات، حيث عـــرف بحيويته المعهودة وتفانيه المشهود له به في خدمة هذه المنظمة، وغيرها من المنظمات والجمعيات الثقافية والفنية بالمغرب.