فليحة حسن، شاعرة وأكاديمية ومترجمة عراقية بدأت النشر منذ بداية تسعينيات القرن العشرين، وفي هذه القصيدة القصيرة المركزة، تصدمنا الاستعارات المبتكرة، والمفارقات الجميلة، لنخرج بعد القراءة، بمساءلة أنفسنا حول فزع الأمهات!!!

عنزة منزوعة الاذن في قدح التكيلا

فليحة حسن

 

مثل فزع امهات الجنود من بريد عسكري يباغت هدوء ليلهنّ

ارتجفَ قلبي من لحظة غيابكَ

وغادرني بغتة رضاي السرّي

مع مَنْ سأتحدثُ الان عن مصيبة فقدان جارتي

لقطتها ذات العين الواحدة؟

ومَنْ سيصدقني سواكَ

إذا ما قلتُ بأنّ عيّنيّ السنجاب الجائع

لا يشبهان سوى عيّنيّ سنجاب جائع؟

ومن يهتم لعَرق الكلمات

وهي تجسدُ عناء اصابع النحاة

مثبتًا تلك العنزة في قعر القدح؟

مع مَنْ سأشاركُ صراخ تلك العنزة المكبوت

وهي تذّوي وقوفاً في فراغ زجاجي بارد

وبلا أذنين؟

مع مَنْ سأشاركُ نحوّل قدري

ومَنْ سيرضى أصلاً

أن يحتسي التكيلا بقدح تقف في داخله عنزة

غيركَ؟