يخصنا الشاعر المغربي بإحدى إشراقاته القصيرة الشذرية ومعه نتلمس مسارات الحنين من خلال كوة شاعر يحاول جاهدا أن يشكل لنا جزءا من هذه الصورة المتشظية للخراب.. لعلها صورة دواخلنا وهي تحاول أن تخلق فسحة للأمل.

شَكائِمُ شَفّافَةٌ لَيْسَتْ كَالحَنين

(الطَّلَل المائيّ)

عبداللطيف الإدريسي

شَكائِمُنا طوَقَّتِ الحِجا

اكْتَسَبَنا اللَّغْوَ

وَهَضَمْناهُ

في الغَمْزِ

في الهَمْزِ

في اللَّمْزِ

غَدا لَنا لَحْنٌ مَكين

          

فِطْنَتُنا حَرائِقُ ذَبُلَ لَهيبُها

- ها نَحْنُ نَدْنَفُ مِنْ نارٍ بارِدَةٍ

تُخْمِدُ الجَمْرَ وَتَمْحي شَذاه -

                        جُرْحٌ كَتَمَهُ الأَنين

 

تَسْقُطُ العُرُنُ وَهِيَ حامِلَةٌ بِأُسُدٍ

حيكَتْ عَلى مِنْوالٍ مِنْ وَرَقٍ مُقَوّى

- العارِضُ غْيرُ مُمْطِرٌ

صاحَ مِنْ بُحَيْرَتِهِ

طائِرُ جارِنا

- في اتِّجاهِ بَيْدائِنا -

مالِكٌ الحَزين

 

أُحِسُّ بِِدَعْثٍ أَبَدِيّ ...

كَيْفَ لا تُقْرَعُ لي العَصا

وَعَصايَ بِها دُعْرٌ

وَما تَبَقّى مِنْ جَسَدي المُدَمّى

تَعافُهُ الغَثْراءُ ؟

 

شَكائِمُنا عَتْمَةٌ طَوَّقَتِ الذَّوات

فَلا الديجورُ يَهْجُرُها

وَلا النورُ يَحْويها

 

شَكائِمُنا أَنْقاضٌ

- ظَنَنّاها قَدْ خَلَتْ -

حَلَّتْ بِنا أبداً

لا... لَيْسَ كَالحَنين.

 

شاعر مغربي مقيم في فرنسا

بيزوس المحروسة، 3 نوفمبر 2012