تقربنا هذه القصائد المتفرقة، والأقرب الى ديوان صغير، من تجربة شعرية مسكونة بذاتها وبهواجسها وانجراحاتها، تحاول قدر الإمكان الإمساك بهذه القدرة على تمثل هكذا عالم لا يعمه إلا السواد، لكن الشاعر يخطو اتجاه الإعلان على رؤاه كي يخلق فسحة أمل جديد بموازاة عالم يتغير ويخطو اتجاه التمرد على الطغيان والعدم.

ديوان صغير: «قريبا من البهاء»

خليل الوافي


1ــــ قريب من ظلي ...بعيد عن جسدي

في البعد أملك خصوصيتي
اشعر ان الطبيعة
تحاكي اختها في الوجود
لا املك حقيقة نفسي
عندما تبتعد الشمس
ظلالها بعيدا عن جسدي
اشعر ان السماء
تخاصم اختها الارض
تداعب اثر الجرح في الشقوق
اراك بعيدة عني
في متاهات عشق
يخبىء احاسيس الوجد
في صورة الحلم
وعباءة ليل يفضح
همس الولع الثائر على قيثارة
قمر يعزف مساء عيون
تنتظر وجع الفراق
والانتظار المرتقب
خلف قطار مسرع
يبحث عن علامة الوقوف
في اخر محطة
تعرف ما تبقى من لهفة
الوصول الى دقات قلب ضعيف
يتكرر المشهد
في ذاكرة موشومة بالسؤال الغريب
تحط الصور المتداخلة
في شريط الاحداث
تقف عند اخر الظل
تحاسب النفس عن اجابة خجولة
من طفل يتعلثم في الجواب
تدهش الرائحة من فرط الذكرى
تشق ثوب العناد
واصرار مجنون على البقاء
انت
تراقب تلون المراة
في صور ما تزال عالقة
في الذاكرة
اشعر بالماء يخون كبريائي
عندما يلامس الماء جسدها العاري
تطير فراشاتي مثل اوراق الخريف
سرعان ما تسقط ذابلة في وجه الغربة
والعويل يجتر بكاء النساء
على طابور الشهداء
احصي اعدائي تباعا
ولا ابالي بحجم النكسة
في انحناءة الرؤوس
التي تغادر مقبرة الحياة
تبتسم الاهات في تزاوج الالوان
ورائحة البخور تدرك تلاوة
مباركة على قبر الشهيد
اقف حائرا
بين القتيل و القاتل المجهول
احبس انفاسي
حين يغازلك الرصاص
يثقب الصدور المتعبة
من صدا الصراخ الطويل
على باب الفتوحات
المرتبة في دفاتير الانشاء
وحلم يعاود نومه من جديد
عساه يغير شكل المشهد
في تناغم الموت وفوضى المكان
على قمامة التاريخ
اضع خاثمة النهاية
ارحل بعيدا عن تفاهاتي
حمقى من يصدق القول ويتبع نفسه
في تعدد الصور
اكتشف غربة المكان
واحصي الوجوه التي تغادر
دون ان تبكي على قبورها
وتعلو الزغاريد من فم العجوز
تخرج القذائف
لا ترى وطنا على الحدود
ولا ترقب سماء قادمة نحو الشرق
اكره ابتساماتي في ماء وجهها
وانفض عن جسدي رماد الكارثة
لم يعد الوقت وقتي
و لا الكلام يشبه كلامي
من النواح الجارح
لبكاء طفلة تركض خلف الحطام
يقف الزمن يعادي غربة المكان
ويؤانس صحبة العدو على مائدة الطعام
انظر خلسة في كواليس القرار
تربكني اللحظات الحاسمة
في انتقال البيان من لهجة التحدي
الى نعومة الانامل فوق كتف السلطان
انا العربي
يغلبني النعاس
احلم اني املك نفسي
في متاريس الكلام المنمق على شاشة الاخبار
يسقط الخمار عن وجه امراة
اذهلها الموقف
مشت على الدرب شامخة
ترقب الموت والدمع يسطر
ابجذية النسيان
اكتب بالصمت
فوضى المكان
واخط بدم الشهداء
طريق الشام

 


2ــــ في انزلاق الضوء
كسر التوجس يفتح شهية الماء
على لمس الحجر
يحمل مجرى النهر
أسرار الشمع و الدمع و الشجر
عابرا خيوط التلاقي
بين نجمين تخاصما في الأفق
لم يتسع فضاء رمادية الألوان
فسحة التعافي من جرح
تسرب في دهاليز العتمة
ينزل نجم السماء
هاربا من أشعة الشمس
أفجعه سقوط القمر
خلسة في أرجاء الظل
تستريح العيون من فصاحة النظر
يهبط الوحي رذاذ مطر
يستقي ما تبقى من عبر
في منازل القمر
تجدد الخصوبة تاريخ البشر
و يضجر البحر من مد و جزر
يعاكس هشاشة صخر
قد تآكل حجر
قهر التوهج يشعل النار
في رموش أتعبها السهر
يحمل الماء عطر الوجود
و ينثر روح المطر
مغسل التراب
ينتظر أفواج العابرين
مدن الرصاص
لا شيء يضاهي معدن الجسد
أعرف أن الصمت
في مساءه القديم
تحول إلى فصول الذكرى
وشاح طفلة تباهى في الريح
وأمسك الغصن بأطراف أنوثة
معلقة فوق الشجر
تخاصم الريح نفسها
و الغصن الضعيف يقاوم شهد
ورد ما تزال نسائمه تفضح المكان
انكسر الغصن دمع نهر
انبلج للتو تحت عشب الشجر
و الريح أرغمت شهقة العذارى
من تسابق الزمن في خلايا الجسد
عبر ترانيم وجع السهاد و عشق العناد
من ليلة ممطرة فاقت حجم الضرر
يتصاعد الدخان الهارب
من فوهة الموت البارد فوق سطح البيت
يلمس تجاعيد صقيع
بات ينتج علامات توشك أن تنفجر
حذق المنايا في وضوح المرايا
أربك صبح البغايا وجوه الصبايا
يمسح الدمع خدوش أنامل
ما تزال آثار الحرب
تروي تفاصيل الهزيمة
أخاف أن يهجرك الليل
ساعة غياب طويل
قبالة ساحل يدمع خد نجم
من هول الشجن
لهفة منسية في عمق الإحساس الممل
تخضر الأكف من فرط التلويح
خلف زجاج نافذة القطار
أسمع صراخ الغربة
يرسم لنفسه شكل حياة
خارج وجهه المألوف
من يصنع قناعا جديدا
يحميه من حلكة ضوء
يخبئ أضواءه الخجولة
في عيون لا تميز ألوان الوقت
من يحميها من ساعة الظهيرة
من سراب يغوي
فرائس البراري على امتطاء السحر
من يدفع الصدى بعيدا
من تردد الكلمات البديئة
في حفل زفاف طاهر
من شوائب النميمة المتصاعدة
مع إيقاع العرس
من يهجر أوطان الولادة
و لا يمسح عن وجهه التراب
حتى لا تعرف الأرض
يشرب التراب تقاسيم وجه
بدا شبحا يطل برأسه القديم
مطالع الحي الحميم
لا الذكرى تزين فراشات الفرح
زرقة تتسلل في لمح البصر
ترسم حدود الماء
عناقيد الغضب
تزركش أخشاب الحطب
تذكرت وحي السماء الأولى
عندما كان مهبط الأنبياء
يمدح الخضرة في ألوانها البهية
تجري المياه باسمة
في جداول المحبة
يحدث خريرها شغف حياة و متعة النظر
ينقطع الوحي سراديب الهجرة المقهورة
في مراكب صيد
تعيد إلى تصادم الموج ذاكرة الإجتياح
يدغدغ الماء المالح رطوبة الخشب
و تأخذ الأجساد أنماط الكفن
شكلا يجسد نهاية الطريق
خلف كل جسد طافح
يقص تفاصيل الغياب
لا تموت الأشياء من تلقاء نفسها
تسقط العبارات الناضجة
على مسمع القول
لا الصوت يأتي سريعا
لا الصورة تأتي مشبعة بالدماء
خلف ركام الصور
يوقع الصمت حالة الهذيان
في مربع أصغر من كف رضيع
يحبو فوق تراب المذلة
تتلاشى الأضواء
في ليل يتوغل مرامي الجسد
يسحب الضباب ملح الوجوه
تتآكل نتوء صخر
حين يعالج الماء مواطن الرطوبة الزائدة
في الشراشيف المطلة على ساحة
مدينة نائمة فوق هدير البحر
ينشق الصمت نصفين
واحد للشفق المتعطش للون الشمس
و دفء الصيف
و آخر للإنعتاق الثقيل
يواكب مشهد النزوح قرب غروب الديار
يتثاقل الوقت عقارب الخوف من شيء ما
يخالط الحلم و إشارات اليقظة
تفزع الروح من مشعل موقد
بات قاب قوسين أو أدنى
من هشيم يكتنز وجه المحرقة
يشتد اللهيب المتصاعد
إلى قرى الجليل و خان يونس و دير الزور
و على أطراف التسول
تركع أمة و ترفع أكف الدعاء
من يستجيب لحلم
غادر ألوانه الداكنة في جمهورية
الأصوات الغارقة في وحل طوفان
أتى على مملكة الكلام
تكالب الأعداء فوق خطوط
حدود لم تعد كافية لرسم الوطن
قصرت المسافة الفاصلة
من لحق الأذى عن بعير
يغالب الموت خطى القبيلة
على رمال قوافل
تستعد بحمل الأسى
فوق هودج الإبل المذعورة من ظلالها
يتسارع الركض في متاهات السراب
تحرق الشمس سعف النخيل
ويسقط الندى ظمأ الحناجر المبحوحة
على باب المقبرة
تضيء الطريق سراج قنديل غلبه النعاس
في ليالي العتمة يحضر سؤال صدح
صوته بالنواح
يغلو بإلحاح عن جدوى الجسد
أمام أفلاك الصحو فينا


3ـــ في ما أعلن من مواقف
تمهل قليلا

يخرج الصبح قنديلا
يسرج الخيل
في عيون أطفال
سقطوا في الوحل
وأثر أقدام الجنود
ترسم تراجيديا هذا المكان
وأنت في صبحك
تنظر إلى المرآة
تنبىء الفراشات
وقع اليرقات من سقف السماء
تحيرني فضاحة المشهد
أن المغول
عادوا إلى ديارهم جائعين
يلتهم الفارس أخاه
فوق صهوة فرس مذلل
لا يقوى على الركض
في المنحدرات القديمة
حيث يسكن القمر
شرفة بيتي العتيق
ينتظر مواسم الفتح
وانهيار الأحصنة
على باب فارس
تسقط الطفلة
في يد الأشباح الهاربة
من الضوء
تكتنز السترة
هول الشاهد والمشهود
وعن قتلى يتناثروا صدفة
على مدخل المدينة
تبشر بوقع الخطى
جيوش قشتالة
يحتلون الساحات والأماكن العالية
تلوح الريات البيض
في تهنيدة طفل
وضعته أمه الثكلى
فوق حجر صامت
يحفر لنفسه قبر العودة
يحمي جثة أمه
من عيون
تحركها غرائز وحشية
ورغبات حصان جامح
على حدود الأنوثة
يكشف عنها الغطاء
وفي الأرض
تنطق الأرض بما رأت
وتحجب عنها الكلام المباح
صياح ديك
كان يروي تفاصيل الحكاية
وتزهر الحياة
على إيقاع ولادة كل صباح
وجاء الخبر اليقين
القرية لن تنام الليلة
وأعلنت
أرصاد اليانصيب
عن سقوط القذائف
ورذاذ الأسلحة
ينخر الأجساد الصامدة
في هضبة الجولان
لا تسمع هدير الطائرات
ولا صوت الرصاص الطائش
يمني النفس
بأن لنا أعداء
ألسنا أعداء أنفسنا
قبل أن نكون أعداء غيرنا
حين يظل الصمت طقوس الرجولة
المعلقة على حائط المبكى
وأمام نشرة الأخبار
توزع لائحة القتلى
على الذين ينامون
في بيوتهم نائمين
وأياديهم نظيفة
من كل شيء
وتسمع الكلام
الذي يقزز العضم واللسان
والقلب مجروح
يداوي جراحه في صمت
تنزف الأرض
والدم العربي في أسواق النخاسة
تتضارب الارقام وترتفع المؤشرات
في برصة التواطؤ
وشراء اسهم الهمم
ويضيع صوت الحقيقة
مع صراخ الامهات
في الأماكن المظلمة
وأصوات الراكضين
نحوي
تفتح قبور العابرين
إلى السماء
يتيه سؤالي البسيط
في اللقاءات المزركشة
بالوان الربيع
وبأعلام التأييد
وأخرى مرغمة
تحمل وطنا في يدها
وتبكي من صوت السياط
على أكتاف تحمل
صور الشهيد
متى ينتهي العزف الأسطوري
بوحشة الغائب والمفقود
يعشش الرصاص
في رؤوس
من حفظوا النشيد
وكان الحلم يطوف
بجناحه المنكسر
يلملم الجراح عن صبي الحي
وتسخر الألوان الزرقاء
تدغدغ ما تبقى من حياتنا
خائفون من وطن
يقتل أحفاده
على أعتاب كل دار
والموت يخجل من موته
في طابور الراحلين
إلى متوى القرار والفرار
أناشد ما تركت امتي
من عربي
عن سبيل الرشاد
وطغيان الرصاص على العباد
وطني يحمل أمتعة الغضب
خارج الحدود
وأنت يا صاحبي
تمارس الغواية
والهواية
وركوب المخيلة
وتشويه الصور
عن حجم الدمار
في درعا وحمص واللاذقية
ودير الزور
وريف دمشق
وما تحصده الحرب
في الغرب
في قرى يعاد قتل الشهيد
ومن يحمل الشهيد
عباراتي لا تقوى على الكلام
ولا وصف الجرح
الذي يمتد في الجسد العربي
أخاف عليك من وطني
حين تشرق شمسك
في الصباح
تكشف أنك الوحيد
تحمل إسم هذا الوطن

 

 

أشباح الصور...

تعجز اللغة على وصف العبارة
منذ متى كانت الحجارة
تنوب عن أهلها
في إبعاد الخسارة
ــــ ـــــ ــــــ ـــــ ــــــ ـــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــــــ
قف ٠٠٠
إلى جانب ظلك
و اختر
لا أحد يحميك اليوم
من سيل المطر
ــــ ــــــ ــــــــ ـــــ ـــــــ ــــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــــ ــــــــ
خذ نصيبك من الدنيا
و افتح صدرك للريح
اترك قلبك
يسمع نبضه
كي يستريح
ــــ ـــــ ـــــــ ــــــــ ــــــ ــــــــــ ــــــــ ــــــــ
مددت يدي
في جرح دمي
لم أشعر أن الموت
قريب أكثر من دمي
ـــــــ ــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــ ــــ
أتعبه السفر المضني
بيته في حقيبة القطار
تلاشى لونها
مثل وجهه الشاحب
في غربة الوطن
ـــــ ـــــــ ـــــــــ ـــــــــــ ــــــــــ ــــــــ ــــــ ـــــــ ـــــــ
تجمد الزمان
عند الإشارة الواحدة
توقف الوقت
ساعة شاردة
سكبت عمري
في الرمل
لأمحو أثر خطوي
عن العيون الماردة
ــــــ ــــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــ ـــــــــــ ــــــــــ
تأخرت في النزول
تباطأت في السير
أي الوجوه أنت ؟
في الصعود الطالع إلى قبرك
أم في الصمود الهارب إلى ظله
ـــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــــ ـــــــــ ــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ـــــــــ
فتحت سيرة السلف الصالح
اجتمع النحل من حولي
يرتشف زبد الكيل الطافح
ــــــ ــــــــ ـــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــ ــــــــــ
في البحر
تعلمت الأسماء كلها
في اليابسة
فقدت طعم الحياة
في السماء
ما زال متسع للعطاء
فيك كل شيء
من أجل البقاء
ــــــ ــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــ
بيتي يقابل بيته
على مرمى الحجر
من بيت لا أعرف صاحبه
هو ، لا يعرفني
هكذا يبدو المشهد
نلقي التحية مدخل الزقاق
نحن ، و الآخرون
خارج السياق
ــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ــــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــــ
سطح ثرثرة هادئة
في الجوار
تشعل غابة أسرار
خلف الجدار
ـ ـــــــ ــــــــــ ـــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــــــ
تشابكت الأيادي
في سوق الكلام
ضحكت الدواب
و طار الحمام
من سقف الذاكرة
خوفا من الأيادي الجائرة

في معارج التيه أفقد لغة الكلام

لم تعد الحقيقة كافية
لتقول كل شيء
ـــــ ــــــ ـــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــ ـــــ ــــــ
في معارج التيه أفقد لغة الكلام
لا شيء يضاهي
مبدع الأكوان
ـــــ ـــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــ ــــــ ـــــــ ــــــــ ـــــــ ـــــــ
أجمع القوم على قتلي
تفرق الجمع من حولي
لم تعد الحماسة كافية
لتحريك عش النمل
ــــــ ـــــــــ ـــــــ ــــــــــ ــــــــ ــــــــ ــــــ ــــــــ ــــــ
افترقنا عند منتصف الطريق
راح البحر يلوح للغريق
تفاصيل الموت الغريب
ــــــ ـــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ــــــ
ودعني على لقاء قريب
شعرت أن الوقت
يسبق ظلي في منحذرات الزمن
ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــ
يسقط الدمع دافئا
دون أن تدري
يفتح جرح الألم
ـــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــ ــــ ــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــ
لا أترك ظلي خلفي
يراقب خطوي
ثمة من ينوب عني
ــــــ ـــــــ ـــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ـــــــ ــــــــــ ــــــــ ــــ
الهروب
وقع النفس
ساعة الخطر
قد يكون إحساس خاطئ
عندما تشعر أنك
ما تزال في مكانك
ــــــــ ـــــــــ ـــــــ ــــــ ــــــــ ـــــــ ــــــــ ــــــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــ
انتظرت طويلا وصول القطار
جاء الركاب مشيا ، حفاة
تحت مظلة الحصار
ــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــــ
يضرب الموج وجه الصخر
يرسم أثر الزمن
في الشقوق
منذ متى كان الصخر
يشكي للبحر ملحه ؟
ــــــ ــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــ ـــــــــ ــــــــ
لا شيء يمنعني من رؤية القمر
ما دامت السماء
تفتح صدرها لباقي البشر
ــــــ ـــــ ــــــ ـــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــ
خرجت من صدف البحر
أبحث عن شكلي في الماء
لا الماء أصلح وضعي
لا الصدف المشوه
كان يحمي ظهري
ــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــــــ ــــــــــــ ـــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــــــ ــــــــ
اقتربت يدي من يدي
أحسست بالدمع
يتساقط على خدي
اكتشفت٠٠٠
كنت ؛ أنا الذي أمسح
الدمع عن غدي
ـــــ ـــــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــ ــــ

كاتب و شاعر من المغرب