تطورٌ مؤسف في قضية حجازي وسالم

في تطور مؤسف يؤكد ظلاميةَ العصر الذي نحياه، واختناق صوت الفكر والإبداع تحت مقاصل السلفية والوصاية الدينية المتزمتة التي تفشّت مؤخرًا في أرجاء الوطن العربي، تحرّكت قضية مجلة "إبداع" بضحيتيها حجازي وسالم خطوةً إلى الوراء. وكانت أن استمعت النيابةُ إلى أقوال يوسف البدري الذي كان تقدم ببلاغ ضد الشاعرين المصريين أحمد عبد المعطي حجازي، وحلمي سالم. حجازي بصفته رئيس تحرير مجلة "إبداع" التي نشرت القصيدة التي كتبها سالم، وزُعم أنها تمسُّ بالإساءة الذاتَ الإلهية. استمع أيمن رخا رئيس نيابة وسط القاهرة أول أمس إلى أقوال يوسف البدري وبعض رهط من المبلغين معه الذين أجمعوا أن مجلة "إبداع" التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية نشرت قصيدة للشاعر حلمي سالم تحت عنوان "شرفة ليلى مراد" تحوى إساءة وتطاولا على الذات الإلهية. ويُنتظر أن تستدعي النيابةُ خلال الساعات القادمة الشاعرين حجازي وسالم لسماع أقوالهما.

وحيال هذا التطور المؤسف، يهيب المثقفون المصريون بزملائهم المثقفين العرب أن يتضامنوا ويتضاموا معا يدًا واحدة من أجل رفع حجب الظلامية الكثيفة التي تتربص بالمبدعين، وتربض فوق كاهل الفكر والإبداع العربيين، وأن يطالبوا الكيانات الإسلامية المتربصة أن ترفع أياديها الغليظة الطولى عن حناجر وعقول المبدعين والمفكرين، أسوةً بعصور الاستنارة الإسلامية القديمة، بل أسوة بجيل لا يفصلنا عنه سوى عقود معدودة في أوائل القرن الماضي حين كان الفكرُ لا يقارعه إلا الفكرُ، وليس المحاكم والترويع وقانون الحِسبة.