اتحاد كتاب المغرب ينعى الشاعر المغربي محمد بنعمارة

الكلمة-المغرب

ينعى المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب لعموم الأدباء والمثقفين الشاعر المغربي المتميز محمد بنعمارة. لقد وافته المنية بعد زوال يوم السبت 12 ماي 2007 بمنزله بمدينة وجدة، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، قاومه الراحل بإيمان صادق، وأمل كبير في العلاج، وروح معنوية عالية.

رحل الشاعر محمد بنعمارة عن عمر يناهز 62 سنة، وهو بعد في عز عطائه الأدبي والفكري والإعلامي. لقد ظل الراحل طوال حياته شاعرا مخلصا للكلمة الصادقة، معتبرا الشعر تجربة ترادف الحياة، وتضفي عليها الإحساس بالجمال، وتتيح التخلص من الضيق، وتوسع الأفق والمدارك. لقد اهتم الراحل في بحوثه الجامعية بأثر التصوف في الشعر العربي والمغربي، وبما أضفاه هذا الأثر على الشعرين من قيم ومزايا جديدة أغنت وسائل التعبير الفني، ووسعت آفاق المعنى والرؤية فيهما. وبالقدر نفسه اتخذ الراحل من شعره فضاء رحبا للصوفية، مفاهيم وتجليات، جعلت من شعره تأريخا لسيرته الروحية، وكشفا عن أشواقه المكنونة، وتعبيرا عن تأملاته الوجودية، ورؤاه الخاصة. فهو بذلك واحد من رواد تجربة في الشعر والبحث، قوامها تشييد تناغم وتفاعل روحي وذاتي بين الإبداع، وبين الحياة والوجود. تميز الشاعر محمد بن عمارة بحضوره الثقافي اللافت من خلال عضويته ومسؤوليته في اتحاد كتاب المغرب، ومشاركاته المنتظمة في المهرجانات الشعرية والملتقيات الأدبية والفكرية داخل المغرب وخارجه.

لقد كان للراحل دور إيجابي ومؤثر في مستوى الإعلام الثقافي على امتداد ثلاثة عقود من عمره، حيث أسهم في إنتاج عدة برامج أدبية وثقافية لحساب إذاعة وجدة الجهوية، والإذاعة المركزية بالرباط؛ وستظل برامجه حدائق الشعر و إضمامة شعر وأذواق وأشواق ويسألونك مرجعا للذاكرة والإعلام الثقافيين بالمغرب.

فيما تعتبر دواوينه الشعرية المتتالية الصدور: الشمس والبحر والأحزان 1972، العشق الأزرق بالاشتراك - 1976، عناقيد وادي الصمت 1978، نشيد الغرباء (1981)، مملكة الروح (1987)، السنبلة (1990)، في الرياح.. وفي السحابة (2001)، مثالا نموذجيا لتجربة شعرية خاصة، تتساكن فيها الطبيعة بالشجن، والمرح بالتوتر، والإقبال على الحياة بالعزلة الشعرية والانكفاء الصوفي على أحزان النفس، تجربة تستظل بنكهة صوفية متشبعة بالمحبة وبالوجود وبما هو إنساني فيه.

إن اتحاد كتاب المغرب، وهو يستحضر بعضا من الوجوه المشرقة للفقيد، والمعبرة عن ألق الشاعر وموضوعية الباحث وروح المسؤولية، ليتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لأسرة الشاعر ولأصدقائه وقرائه ومستمعيه، ممن افتقدوا برحيله صوتا شعريا وإعلاميا نذر حياته للإسهام في إغناء المشهد الأدبي والثقافي والإعلامي بالمغرب.وعسى أن يكون في أخلاقه وآثاره الباقية خير عزاء، متمنين لذويه جميل الصبر وحسن الاحتمال.