يخصنا الشاعر المغربي المغترب بما يشبه مسحا للأمكنة تلك التي تعيده الى بعض من تفاصيل عمره، ومن خلالها نتطلع الى الماوراء واللامرئي مما تلتقطه عين الشاعر وهي في أقصى درجات العزلة، أمكنة تعيد نسج صدى عبور أناس رحلوا يتحملقون حول نصوص الشاعر التي نسجتها الدهشة.

هي عين الموتى ترى؟

عبد اللطيف الإدريسي

في مدينتي

التي تستيقظ

بعد الصباح

خمول نابت

 

لإعادة إعمار الفراغ

فتحت ورشة

لزهرة الملح

 

في المدن

الملح  

يذيبه العرق

********

أوراق الشجر

تفتحت

لخيوط شمس نعسانة

 

أرتب شعري

رفوفا للأمس

 

العروق

لا تنزل من السماء

غنّى طفل

مقطوع من شجرة

*********

النهر

بحيرة رحالة

 

وردة

بلون سمك السلمون

زرعتها على أبواب الدلتا

تخبّئ 

في هدوئي المزعوم

ارتباكاتي المتراكمة

***********

خمسون

ردّدت المرآة

هذا الصباح

 

صفارة إنذار

لسفينة

يبتلعها العمق

 

الضباب

لا ينسج أبوابا

توقف النوارس

**********

في عمق ليلي

أزرع البياض

 

البراري

تبدو زاهية

 

هذا قطار منتصف العمر

يوزعني ألوانا

********

كيف أعاين غيابي

والعيون بعيدة ؟

 

شجرة السنديان

من عروقها

تراقب الفصول

 

هي عين الموتى

ترى !

**********

فجأة

أضواء المدينة الحمراء

ترتطم بخطوط كفي

 

في العتمة

سلحفاة

تتدرب على البطء

**********

بسرعة

تخطفني عيناك

 

دمعة

تعبر أبواب المدينة

سبعة

 

طاحونة السنين

تعاين اليبوسة

الماء في إضراب

والسمك يرقص النوارس

 

هل يبكي السمك ؟

**********

أسراري الخريفية

تدفعهم إلى باب النهار

 

في فبراير

يصفر زغب الميموزا

 

على باب المقبرة

يضع جاري شهدا:

عين الحسود

لا تنام

***********

أيها الطفل الضائع

ما بك تعد الليالي المخثرة

في دم شهرزاد

 

ما بك تقيم في سرد

تسكنه دمى روسية

وأبواب بملح الغجر

*********

من عين الفرجة

فوق حصير

يغطي جراح مقهى

على حافة القصيدة

أراهم يحملون شموعا

يخشى لهيبها الريح الشرقي

والماء المالح   

                              

الشاي خجول

في هذا الصباح الحزين

 

صناديق من جثت

توجعها الدهشة

تحاصرها أصداف

نسجتها يد كاهنة

من غربة ممزقة

 

 بيزوس المحروسة 2014