هذه المفارقة التي تطرحها قصيدة الشاعرة المصرية هي أقرب توصيف لما يحدث اليوم، لمشهد أضحى سيد المفارقات، كما تقربنا بشكل جلي الى هواجس ذات أثخنها البحث عن الخلاص من أزمنة تتوازى فيها الأشياء التضاد على اختلاف مرجعياتها ومع ذلك تصر هي الشاعرة على امتطاء أفق اللغة لتحدد ما لها وما لغيرها.

لى ... ولكم

سنـاء مصـطفى

لى رقصتان

ودمعتان

وزنبقاتٌ يابساتٌ

فى سراديب احتراقى

لى جناحٌ

ريشُهُ المغروسُ عمداً فى ضلوعى

يصطفينى بالوجعْ.

لى فى خزائن رحلتى

بنتٌ تُمشِّطُ وجنتيها بالضياءِ

تغض طرف حيائها

فكأنَّ بدرًا من محياها سطعْ.

 

لى قلبُ أمٍّ

لا يكف عن اقتراف الإثمِ

يرضخ للحنينِ

يبَلِّلُ الفجرَ ابتهالا

كلما

قمرٌ توضأ أو ركعْ.

 

لى فى شروخ الليل خِلٌّ

لا يداعبنى بضوءٍ

يشتهى مللَ الحقائقِ

ثم يفرشُ

جَفْنِىَ المُنْشَقَّ عنه ويضطجعْ.

 

لى وخْزةُ الوطنِ المسافرِ منذ غيْمٍ

بات يصرخ حين شدته الدماءُ

من الدماءِ

إلى الدماءِ

وبتًّ أصرخُ فى غيابات الفزعْ.

 

لى محض حلمٍ

يطلق الأعيادَ

شمسا فى المدائنِ

لا يفرِّق

بين عاصٍ قد يتوبُ

وبين شيخٍ

شاخ من وهم البدعْ.

ولكم مواسمُ

لا ينام الملحُ فى قيعانها

يغدو شراباً تحتسيه نساؤكم

إن جَنَّ ليلٌ

وانبرى

قوسُ الوسائدِ فانقطعْ.

 

إنى وإياكم هناك

على مشارف الانتظارِ

أعد عرسا لليمامِ

وتقرأون على مسامعنا

مزامير الورعْ.

 

شاعرة من مصر