في ظل هذا اليأس العارم والبعاد عن الوطن، يكتب الشاعر الفلسطيني بعضا من وجعه على وطنه المحتل حيث لا تكتمل الصورة إلا بتحريره، وهو ما يجعل الشاعر يعيش غربتين، غربة المنفى وغربة الوطن المحتل وبينهما دعوة للتحرر من هذا الوضع الآسن.

خمائل الاحتضار

حسن العاصي

كيف لك أيها الوطن
الجاثم في صدري
أن تمتطي رائحة قلبي
دون أن تمضغ لحمي
وكيف تضمحل المواجع
والكلوم في اشتداد
لو أن هذا الرمل
يمتشق النور المنسدل
لو أن الاحتداد
مخاض يفور
يقتلني أو يموت


كان يشبه الفراشات التي أينعت
فوق خمائل الاحتضار
رسم من كفه
جسراً للعبور
وأجنحة للإمطار
امتد صوته
قهراً يتناسل
شهيداً عن شهيد
وغضباً كالإعصار

عند الرمق الأخير
من الدروب العتيقة
يسيل حصاد المدينة
على جدران الريح
ريشاً طمأن
كسديم الفجيعة
ينفث دماً متدفقاً
فوق رؤوس النساء
تلتقط المدينة سنابلها المنهكة

مد ذراعيك للأحمر القاني
واطلق غضبك
هناك ستلقاني
ربما لايكون الموت
آخر المطاف...
قد يكون ياصغيري
أول القطاف.

 

كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك