أتقوّس مثل.. وأنتظر

فريد أبو سعدة

دخانٌ يتطوّحُ كالممسوس
وعالمٌ
يتشقق كآنيةٍ من الفخار.
غبارٌ ينقشع عن رأس نبي
وعبيدٌ يموّهون علي الغالب
نحن هو
دم ٌيسيل علي الرخام
وصرخةٌٌ
تتناسلُ تحت قبّة البرلمان.

وحيد في قناع الصقر/ أجلس
فوق هاويتي وأنتظر البلاد/
رأيتها تعدو عليّ، كما يفرّ
قطيع غزلان

سك هاويتي
لاتختبيء خلف الرخام
وتتلصص عليّ
أريد أن أري عينيك
وأنت تمدّ شفرتك
وتغرسها.
كان يحك الصدأ فانكشفت
سماء ثامنةٌٌ
تأخذه إلي غوياتٍ
تطلع به السلالم
وتمضي به من الصبا
إلي الحجاز كار.

كناعريانين ومشتبكين/
كأصابع في كفين/

قلتُ المرأةُ
أكثر من طرقةٍ معشبة
والعصافيرُ
أكثر من صدأ سحابٍ
يتكوّم في أرض الغرفة
قالت:
هل يكفي قطيعٌ كاملٌ
من ال (تي. إن. تي)
لطردك من ذاكرتي!

غبارطالع مني/ سموات من القصدير/
تطفوفي دم غضٍ/
أفكرُ/
هل يكون الشرقُ وهما؟!

لاتضيعي مني
لاتدخلي متاهة السكّر
دون دليل
أيقظت الصيدلانية في الثامنة
ورحتُ أعدو
مثل كلبٍ خائفٍ
قلت لكِ: غزّة مقرحةٌٌ كالجرح
لكن شيئا لايقلعها من الأرض
كيف أمنحكِ الدليل
كيف وأنا أتقلبُ علي صدرك
مثل شهقة

كم تري يكفي لقلع مدينةٍ من
أعين الموتي/
وكم يكفي/
لتمرق في هواء حامض/
نتفا من الخزف الملون/
أو تُعلقُ في سماء الله ثديا نازفا
لبنا
ودم

لاشيء يعادل صوتكِ
مخلوطا بالنوم
ولاصرختك
بغير قطيع من ماعز يهبط مشتعلا
من جبل
مقصوف بغيوم الفسفور.

أنا وحيد/ مثل هذا الصقر/ أجلس فوق ذاكرتي/
وأنتظر البلاد/
رأيتها تأتي/ قطيعا في مهب النفط/
يأكله الجذام

الداهية
كوّرالأرض علي رمحه
كغزل البنات
ثم قعد يتفرج علي صراع الديكة
ويقرأ الفنجان
: إله يأتي من صحراء النقب
غريب
حافي القدمين
وخرجه مليء بهراوات.

أتقوس
مثل و وأنتظر
متي يجيء العصف
أنتظر انفجارا
ينظف الجسد من الوعود
والروح من الغرغرينا

    * هل ثمة حكمة في أن حروف الألم والأمل واحدة هل من ضرورة لأن يكون الشاعر مقلوب الشارع.