عمود إنارة مطلي بلون باهت

عزة حسين

أيها القساة
كل هذا
وتقولون أنني
أشبه قمرا مزيفا!.
* * *

فوق قامتي
تدربون عظامكم المموهة
على الاتكاء
فأنزف ابتسامة
مشطوفة
أنا المصلوب باتجاه الله
أقاسمكم وحدي
انتظار الحبيبات
وأشهق تبغ قلوبكم
التي تشبه علب الحنين
أنا حتى لا أسألكم
عن الشفرات المعدنية
التي تزرعونها
تحت جلدي
لتخبئوا أسماء فتياتكم
ثم تعيرونني
بالصدأ!.
..........
من منكم
لم يفرش طفولته
تحت نزيفي
أنا الذي
لم أبخل على واحد
بظل يطيع ارتعاشاته
ولم أقاوم عصفورا
يثرثر على حافة روحي
بالضبط.

باتساع ظلي
ينام أرشيف مزركش
لأعماركم،
ولوعاتكم
وبصمات أصابعكم
حتى الملصقات
وأصابع الطباشير
التي رممتم بها جسدي
وبورتريهات عرق أرواحكم
والقبلات المرتعشة
التي تواطأت معكم فيها
كلها ..
أبعثرها
في المسافة
بين أقدامكم وعيوني.

هكذا..
كل ليلة
أفرش لوعتي
فوق عشب الذكرى
ثم أرص أعضائي المجعدة
وأنام
في انتظار ملاك
يحمل مشنقة.

شاعرة وصحفية من مصر