بِصُحْبةِ جَبَلٍ أعْمى

محمد بنيس

أسقطُ
في
قعر

الورقة.
أستعيد خسائري البيضاء
وأرحل بصحبة جبل أعمى.
أحد يعوي خلفي.
أقصد أن أحدا
نسي رأسه
عند سفح الغريزة.
يباغتني فحيح القصائد.
لا أكترث لهؤلاء
الذين ينتشرون بداخلي
مثل ياءاتٍ
ترقد على حد الورقة.

أحيا وبيدي سماء جرداء. أنظر إلى "المشتري" وأحلم
بأن ألتهمه داخل مغارة تترنح بين أنامل الأنبياء. يكفيني
هذا الروث الحجري لأدهن وجوه أصدقائي وهم يتساقطون
في طريقي مضرجين بلعنة العنب الذي يهطل من القلب.
أحيا وبيدي مجرةٌ

أمشي في سماء جرداء إلا من مجاز أبيض.
أبني أرضا وأنقع فوقها نجوما خلفها رجال بعيون مطفأة.
وتحن أصابعي إلى ما في

قعر
الورقة.

وهؤلاء أصدقائي يقرعون باب السريرة بحثا عن جثث
يخبئون فيها معاطفهم. كأنهم نيام يرشون حواسهم على الإسفلت،
سيؤجل "أرسطو" تفاحته ليهادن الحياة ولو مرة.
سيبحث "لوركا" عن جسد آخر يناسب قامته النحيلة.
سينثر "المتنبي" آخر مدائحه خفية.
وربما يعثر "رامبو" على غيمة تصحبه إلى الجحيم.
وتحن أصابعي إلى ما في

قعر
الورقة.

وأرحل بصحبة جبل أعمى.

شاعر من المغرب